نبأ – أعلنت هيئة الرقابة ومكافحة الفساد السعودية – نزاهة أنها باشرت، خلال شهر أكتوبر 2025، تنفيذ 4895 جولة رقابية وحققت مع 478 مشتبها بهم، بينهم موظفون من وزارات الداخلية والبلديات والإسكان والتعليم والصحة والموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، مؤكدة إيقاف 100 مواطن ومقيم بتهم تتعلق بالرشوة واستغلال النفوذ الوظيفي.
وقالت الهيئة إن بعض الموقوفين أُطلق سراحهم لاحقا بكفالة، فيما تجري استكمال الإجراءات النظامية تمهيدا لإحالتهم إلى القضاء.
هذه الحملات التي تتكرر بصورة دورية لا تعبّر عن سياسة مؤسسية حقيقية لمحاربة الفساد، بقدر ما تعكس محاولات حكومية لتلميع صورة النظام أمام الرأي العام المحلي والدولي، في ظل غياب الشفافية واستمرار تركز السلطة السياسية والاقتصادية بيد فئة محدودة بالإضافة إلى أن نزاهة لا تملك استقلالية حقيقية عن السلطة التنفيذية، وأن حملاتها تتجنب الاقتراب من قضايا الفساد الكبرى المرتبطة بمشاريع ضخمة أو شخصيات نافذة داخل النظام، والتركيز على صغار الموظفين يُستخدم لتقديم صورة شكلية عن مكافحة الفساد دون المساس ببنية الفساد نفسها.
الحديث عن الإصلاح ومحاربة الفساد في السعودية يفتقد المصداقية ما لم يُفتح المجال أمام رقابة مستقلة وصحافة حرة وقضاء نزيه، وهي عناصر ما تزال غائبة في ظل القيود الواسعة على الحريات السياسية والإعلامية في المملكة.
قناة نبأ الفضائية نبأ