نبأ – في كتاب مفتوح وجّهه إلى الرؤساء الثلاثة والشعب اللبناني، شدّد حزب الله في لبنان على أنّ سلاح المقاومة ليس موضوعاً يُبحث تحت ضغطٍ خارجي أو ابتزازٍ إسرائيلي، بل ضمن إطارٍ وطنيّ جامع يرسم استراتيجية شاملة للأمن والدفاع تحفظ سيادة لبنان واستقلال قراره.
وأكد الحزب أنّ العدو الإسرائيلي لا يستهدف المقاومة فحسب، بل يسعى إلى إخضاع لبنان بكل مكوّناته، وإلى انتزاع قدرته على مواجهة الإملاءات والابتزازات الصهيونية. ودعا إلى موقف وطني موحّد يفرض احترام لبنان ويحمي كرامته وسيادته.
وفي رؤيته السياسية التي قدّمها، حذّر الحزب من الانجرار إلى مسارات تفاوضية خادعة تهدف إلى منح العدو مكاسب إضافية من دون أي التزام مقابل، مشيراً إلى أن التجربة التاريخية مع الكيان الصهيوني تُثبت أنه كيان عدواني لا يعرف سوى منطق القوة ولا يلتزم بالعهود والاتفاقات.
وقال الحزب في رسالته: “نتمسّك بحقّنا المشروع في مقاومة الاحتلال والعدوان، والوقوف إلى جانب جيشنا وشعبنا دفاعاً عن أرضنا وكرامتنا، فالمقاومة ليست قرار حرب أو سلم، بل حقّ طبيعي في مواجهة العدوان المفروض على وطننا”.
كما أكّد أن الأولوية في المرحلة الراهنة هي وقف الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة على الأراضي اللبنانية، مثمّناً صمود الشعب المقاوم الذي يتحمّل تبعات العدوان بثبات وإباء، ومجدّداً العهد بأن تبقى المقاومة في موقع العزّة والكرامة لحماية الأرض والإنسان.
وانتقد الحزب القرار المتسرّع للحكومة اللبنانية حول حصرية السلاح، معتبراً أن البعض قدّم هذا القرار كعربون حسن نية للعدو، غير أنّ الاحتلال استغلّه للمطالبة بنزع سلاح المقاومة بالكامل كشرطٍ لوقف عملياته العدوانية، وهو مطلبٌ غير مقبول ولا يتضمّنه إعلان وقف إطلاق النار.
وأشار الحزب إلى أنّ لبنان، والمقاومة ضمناً، التزموا بدقّة بنود إعلان وقف النار الصادر في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، في حين واصل الاحتلال خروقاته براً وبحراً وجواً، متجاهلاً كل الدعوات الدولية لوقف عدوانه. وأوضح أن هذا الإعلان جاء تنفيذاً للقرار 1701 الذي حصر منطقة العمل العسكري جنوب نهر الليطاني، ودعا إلى انسحاب العدو إلى ما وراء الخط الأزرق.
وختم الحزب رسالته بالتشديد على أنّ المفاوضات تحت النار مرفوضة، وأنّ أي محاولة لاستدراج لبنان إلى طاولة تفاوضٍ سياسي مع العدو ستُعدّ تنازلاً خطيراً عن الثوابت الوطنية، مؤكداً أنّ المقاومة ستبقى درع الوطن وسياجه في وجه المشاريع الصهيونية والأميركية.
قناة نبأ الفضائية نبأ