قناة نبأ الفضائية نبأ
نبأ – سلط تقرير استقصائي لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” الضوء على المجازر التي ترتكبتها قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر شمال السودان، والتي راح ضحيتها أكثر من ألفي شخص، وفق منظمات الإغاثة وحقوق الإنسان.
وأظهرت مشاهد الفيديو التي انتشرت بشكل واسع على مواقع التواصل عناصر الدعم السريع وهم يصفون الجثث المتناثرة في الشوارع بأنها عمل بطولي، فيما يبتسمون أمام الكاميرا، مؤكدين أن مصير الجميع سيكون مشابها.
واستند التقرير إلى صور أقمار صناعية التقطت في 26 أكتوبر، كشفت عن دلائل إعدامات ميدانية ومناطق دماء بشرية في شوارع المدينة، كما رصدت تجمعات لأجساد بشرية في أماكن لم تكن موجودة في الصور السابقة. وشهدت المنطقة تهجيرا قسريا لنحو آلاف السودانيين، بعد أن أقدمت المليشيا على انتهاكات شملت قتل المدنيين وسرقة ممتلكاتهم، بما في ذلك النساء.
وفي المناطق المحيطة بالفاشر، نفذت مجموعات أخرى من الدعم السريع إعدامات جماعية بحق أسرى مدنيين، فيما ظهرت عشرات الجثث داخل خنادق بمحاذاة الحواجز الرملية التي أقامتها القوات حول المدينة، بحسب فريق التحقيق.
كما وثق التقرير حجم الدمار الهائل في المدينة، مع احتراق مركبات وممتلكات مدنية، وتحديد قائد ميداني معروف باسم “أبو لولو” كأحد المسؤولين الرئيسيين عن عمليات القتل.
وفي تصريحات لاحقة، أقر قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي” بارتكاب انتهاكات، إلا أن محاولات قواته لإخفاء الأدلة، وفق صور أقمار صناعية حديثة، كشفت عن إزالة جثث وفتح قبور جديدة بالقرب من المستشفى، في محاولة للتغطية على الجرائم، وسط صمت دولي.
ورغم محاولات المليشيا لتلميع صورتها إعلاميا عبر نشر مقاطع تظهر عناصرها يوزعون مساعدات أو يعاملون أسرى الجيش معاملة إنسانية، فإن التحقيق كشف عن الواقع الوحشي الذي مارسته القوات بدعم إماراتي واضح، ما أثار إدانات دولية واسعة.
