أخبار عاجلة

الغارديان: عائلات أجانب محكومين بالإعدام تكشف عن الرعب في “جناح الموت” السعودي

نبأ – في سجن تبوك شمال السعودية، يعيش مئات الأجانب، معظمهم مصريون، أيامهم الأخيرة في ما يعرف بـ”جناح الموت” داخل سجن مزدحم، حيث يتم تنفيذ أحكام الإعدام بحقهم بتهم تتعلق بالمخدرات، وبعضها بسيط، بينما تعيش عائلاتهم على أعصابها دون أي ضمانات أو معلومات واضحة عن مصير أبنائها.

هذا ما كشفته صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير حمل عنوان: “سوف أُعدم يوم الثلاثاء: عائلات تكشف المكالمات الأخيرة لأبنائها الأجانب المحكومين بالإعدام في السعودية”، وقالت في الأشهر الأخيرة، نقلت السلطات السجناء المحكومين بالإعدام إلى جناح منفصل، حيث لم يعد الحراس يحذرون المعتقلين قبل التنفيذ كما كان يحدث سابقا. يقترب من السجين نحو 20 حارسا من فرقة الإعدام بهدوء، يهمسون في أذنه شيئا، ثم يصطحبونه للخارج. بعض السجناء ينهارون بالبكاء، والبعض الآخر يكتفي بالاستغفار”.

وأشارت الغارديان إلى أن العائلات لم تعد تتلقى أي إشعار مسبق، ويتم تسليم شهادات وفاة فقط دون إعادة الجثث، ما يضاعف مأساة الأهالي الذين يجهلون حتى مكان دفن أبنائهم.

ولفتت إلى أن أحد أبرز الحالات هو أحمد يونس، الذي كان يعمل في فندق حين اعتقل عام 2016، وحُكم عليه بالإعدام بتهم المخدرات. في ديسمبر الماضي، وقد كان واحدا من 33 مصريا في جناح الموت، وتم تنفيذ حكم الإعدام على 25 منهم حتى الآن، بمن فيهم اثنان في أكتوبر 2025، لكن العائلة لم تعرف مكان دفنه، ولا تزال تعيش على وقع الصدمة والخوف.

الصحيفة نقلت عن العائلات أن بعض السجناء اضطروا للاعتراف تحت التعذيب، بينما فشل المحامون، حتى من دفعت عائلاتهم آلاف الدولارات للحصول على محامٍ خاص، في تقديم أي دفاع فعال أو عرض الأدلة المهمة أمام المحكمة.

منظمات حقوقية مثل “ريبريف” تقول إن هؤلاء السجناء غالبا فقراء ومهمشون، وربما أبرياء أو مُجبرون على التورط في تهريب المخدرات، مشيرة إلى أن السعودية نفذت منذ بداية 2024 ما لا يقل عن 264 إعداما لأجانب في قضايا المخدرات.

هذه الحالات تكشف الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان في المملكة، بما في ذلك غياب الشفافية، وحرمان السجناء من محاكمات عادلة، واستخدام عقوبة الإعدام بحق الفقراء والمهاجرين باسم مكافحة المخدرات، ما يثير انتقادات دولية متزايدة تجاه سياسات الرياض .