نبأ – قالت وكالة رويترز في تقرير موسع إن معظم الإدارات الأميركية تعاملت خلال العقود الماضية مع قادة لهم سجلات سيئة في مجال حقوق الإنسان بهدف تعزيز المصالح الأميركية.
ولفتت إلى أنه عندما دافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن ولي العهد السعودي هذا الأسبوع بشأن مقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018، لم يقتصر الأمر على إثارة اتهامات متجددة من منتقديه بشأن تقاربه مع زعماء يحكمون بقبضة من حديد، مضيفة أن تصريحات ترامب، التي جاءت متناقضة مع ما خلصت إليه المخابرات الأميركية، كشفت مدى ابتعاد إدارته عن دعم حقوق الإنسان على مستوى العالم.
وتابعت رويترز إن ترامب مضى إلى ما هو أبعد من ذلك، فهو لم يكتف فقط بالإشادة بحكام سلطويين، مثل قادة السعودية، وإنما أيضا لم يظهر حرصا يذكر على كبح جماحه. وبدلا من ذلك اتبع نهجا يركز على تبادل المنفعة.
وأضافت: “تجلى مدى التغير في السياسة الأميركية في مجال حقوق الإنسان في عهد ترامب في المكتب البيضاوي يوم الثلاثاء الماضي عندما نفى أن يكون لولي العهد محمد بن سلمان أي دور في مقتل خاشقجي، الذي كان من بين منتقدي القيادة السعودية، على الرغم من أن تقييما للمخابرات الأميركية أشار إلى عكس ذلك.
وفي هذا الإطار، نقلت الوكالة عن بريت بروين المستشار السابق للسياسة الخارجية في إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما والرئيس الحالي لشركة “غلوبال سيتويشن روم الاستشارية” قوله: “تجاهل ترامب بعض المبادئ الأساسية التي تقوم عليها علاقات الولايات المتحدة مع العالم. كلماته وأفعاله تعطي الضوء الأخضر للزعماء المستبدين لفعل ما يريدون”. وأضاف أن ترامب ركز هذا الأسبوع على مساعدة محمد بن سلمان على إعادة تأهيل صورته على الساحة العالمية، وأقام له استقبالا رسميا في البيت الأبيض وأشاد بالعلاقات الاقتصادية والأمنيةبين البلدين، وأتاح له لقاء الرؤساء التنفيذيين لأكبر الشركات الأميركية.
وبيّنت رويترز أن ذلك يتماشى مع استعداد الإدارة الأميركية على التغاضي عن انتهاكات حقوق الإنسان في وقت يوجه ترامب اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان لحكومات تختلف أيديولوجيا مع إدارته، مثل البرازيل وجنوب أفريقيا، مما يثير القلق حيال استهدافه ملفات حقوق الإنسان بشكل انتقائي.
ونقلت عن بعض المحللين والمسؤولين الأميركيين السابقين إن ترامب، بعد مرور 10 أشهر من ولايته الثانية، أخذ نهج تطويع سياسة حقوق الإنسان إلى مستوى جديد.
وفي السياق قال السناتور الأميركي بيرني ساندرز لرويترز إن ترامب يضع أميركا في صف الطغاة ورجال الأعمال فاحشي الثراء.
أما جون سيفتون مدير قسم آسيا في منظمة هيومن رايتس ووتش فشدد على أنه لم يعد لحكومة الولايات المتحدة أي مصداقية في قضايا حقوق الإنسان، سواء في الداخل أو في الخارج.
قناة نبأ الفضائية نبأ