أخبار عاجلة

موقع The Nation ينتقد الاتفاق الدفاعي الأميركي السعودي ويحذر الكونغرس: لا تربطوا واشنطن بنظام يمعن في القمع

نبأ – حذّر مقال نشره موقع The Nation الأميركي من مخاطر الاتفاق الدفاعي الجديد بين الولايات المتحدة والسعودية، داعيا الكونغرس إلى التحرك لوقف ما اعتبره اندفاعا غير محسوب نحو ربط واشنطن بنظام قد يدفعها إلى صراع جديد في الشرق الأوسط.

وبحسب المقال، فإن اتفاقية الدفاع الاستراتيجي التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن، تمثل خطوة واسعة نحو التزام عسكري مباشر لحماية النظام السعودي، في ظل غياب أي شفافية بشأن تفاصيل الاتفاق، الذي يتضمن أيضا بيع مقاتلات F-35 وتقنيات عسكرية متقدمة.

السيناتور الأميركية جين شاهين أعربت عن قلقها من تجاوز البيت الأبيض للكونغرس في ملف بهذا الحجم، محذرة من أن التعهد بإرسال قوات أميركية للدفاع عن دولة أخرى هو قرار بالغ الخطورة، ولا يجوز اتخاذه دون موافقة تشريعية.

ويشير المقال إلى أن تقديم مثل هذا الالتزام لحكومة يقودها محمد بن سلمان يحمل مخاطر سياسية وأخلاقية كبيرة، نظرا لسجله في انتهاكات حقوق الإنسان، من اغتيال الصحافي جمال خاشقجي إلى قيادة العدوان على اليمن التي خلّفت مئات آلاف الضحايا.

ويؤكد مقال The Nation أن واشنطن تغامر بسمعتها الدولية عبر احتضان نظام غير خاضع للمساءلة، في وقت تشير فيه منظمات حقوقية إلى أن السعودية تعيش أسوأ حقبة قمع في تاريخها الحديث، مع ارتفاع غير مسبوق في الإعدامات وغياب المحاكمات العادلة.

كما يلفت المقال إلى البعد التجاري والعائلي للاتفاق، مشيرا إلى العلاقات المالية بين النظام السعودي وعائلة ترامب، بما في ذلك استثمار السعودية ملياري دولار في صندوق جاريد كوشنر، ما يثير مخاوف من تضارب مصالح واحتمال استفادة الدائرة المقربة من ترامب من الاتفاقات الجديدة.

ويرى المقال أن الوعود الاقتصادية الضخمة التي يقدّمها ترامب بشأن الاستثمارات السعودية سبق أن ثبت مبالغتها، إذ إن صفقات السلاح التي قدمها في ولايته الأولى وادعى أنها تدعم نصف مليون وظيفة أميركية، لم تحقق سوى جزء يسير من تلك الوعود. كما أن الاتفاق الجديد يسمح لشركات السلاح الأميركية بإنشاء مصانع داخل السعودية، ما يقلّل من المكاسب الاقتصادية داخل الولايات المتحدة.

ويختم المقال بدعوة صريحة للكونغرس لعرقلة الاتفاق الجديد، ومنع الإدارة الأميركية من منح شرعية مفتوحة لنظام لا يزال يمارس القمع في الداخل ويزعزع الاستقرار في المنطقة، مؤكدا أن رهن السياسة الخارجية الأميركية بصفقات مالية مع الرياض خيار محفوف بالمخاطر ولا يخدم السلام ولا الاستقرار.