أخبار عاجلة

تحليل أميركي: صفقة F-35 تكشف ارتهانًا سعوديًا متزايدًا للقرار الأمني الأميركي

نبأ – في خطوة أعادت خلط أوراق الأمن الإقليمي، تحركت السعودية نحو شراء 48 مقاتلة F-35 من الولايات المتحدة بقيمة تتجاوز 142 مليار دولار، في صفقة تُعد الأضخم من نوعها لدولة غير منضوية تحت المظلّة الدفاعية للناتو. ورغم أن الرياض تروّج لهذه الخطوة باعتبارها قفزة استراتيجية، إلا أنّها تعكس بحسب موقع “Modern Diplomacy” في مقال نشر في 29 نوفمبر الجاري اتجاها متسارعا نحو الارتهان الأمني والسياسي لواشنطن، في وقت تصعد فيه المملكة دورها في الخليج بطريقة تتجاوز قدراتها الفعلية.

تأتي الصفقة بعد توقيع اتفاقية الدفاع المتبادل بين السعودية وباكستان في 17 سبتمبر 2025، وهي اتفاقية وُصفت بأنها جزء من إعادة هندسة جديدة للنظام الأمني في الخليج تحت إشراف واشنطن. ويشير “الموقع التحليلي” إلى أن السعودية تحاول تقديم نفسها كمدير أمني للمنطقة، لكن هذا الدور يبقى منقوصا وموجها بالكامل من الولايات المتحدة، التي تبقى صاحبة القرار النهائي في استخدام وتشغيل منظومة F-35.

فزيارة محمد بن سلمان لواشنطن في 18 نوفمبر، عكست محدودية استقلال القرار السعودي، إذ طلب تدخلًا أميركيًا في السودان وناقش ملفات غزة والبحر الأحمر ضمن هامش لا يتجاوز ما تسمح به إدارة ترمب. وتشير التقييمات العسكرية إلى أن تشغيل F-35 سيبقى مرهونًا بالبنية التحتية الأميركية، ما يمنع الرياض من دمج المقاتلات في منظومة مستقلة.

أمام هذا الواقع، تبدو المملكة وكأنها ستدفع مئات المليارات مقابل قدرة محدودة ونفوذ شكلي. فهل تمثل الصفقة تحوّلًا استراتيجيًا حقيقيًا، أم مجرد طبقة جديدة من التبعية تُغلفها الدعاية العسكرية السعودية؟