نبأ – وصل البابا لاون الرابع عشر إلى مطار العاصمة اللبنانية بيروت عصر اليوم قادما من اسطنبول، حيث أقيمت له مراسم استقبال رسمي بحضور الرؤساء الثلاثة وكبار المسؤولين. وانطلق موكبه باتجاه القصر الجمهوري وسط حشود رفعت أعلام لبنان والفاتيكان ترحيبا بزيارته التي تستمر 48 ساعة.
كما اصطف الآلاف من كشّافة الإمام المهدي “ع” على طول طريق المطار، وصولا إلى القصر الجمهوري، في استقبال البابا، تعبيرا عن المحبة والاحترام لهذه الزيارة التاريخية، في مشهد حضاري عكس روح الانفتاح والالتزام الأخلاقي، وترسيخ ثقافة الأخوّة والمحبة بين مختلف مكوّنات المجتمع اللبناني.
ومن على منبر القصر الجمهوري، دعا البابا اللبنانيين إلى سلوك طريق المصالحة الشاق، مؤكدا أن الجراح الشخصية والجماعية تحتاج سنوات طويلة، وربما أجيالا، لتلتئم، محذرا من أن غياب معالجة الذاكرة والتقارب بين المتخاصمين سيُبقي البلاد في مكانها. واعتبر أن القرارات الكبرى تُتخذ أحيانا على حساب الخير العام، وأن اللبنانيين دفعوا ثمن اقتصاد منهار وعدم استقرار عالمي وتشدّد ونزاعات، لكنهم رغم ذلك عرفوا دائما كيف يبدأون من جديد.
وشدد على أن السلام أكثر من مجرد توازن، بل هو قدرة الناس على العيش معا في شراكة ووحدة، والعمل جنبا إلى جنب من أجل مستقبل مشترك. وقال مخاطبا السلطات السياسية والدينية وأعضاء السلك الدبلوماسي إن ملايين اللبنانيين يخدمون السلام بصمت يوميا، داعيا المسؤولين إلى تقديم هدف السلام على كل ما عداه.
من جهته، رحب الرئيس جوزيف عون بزيارة البابا، مؤكدا أن لبنان يمثل نموذجا فريدا للتعايش، وأن سقوطه سيشكل خسارة للإنسانية بأسرها. وحذر من أن اختلال التوازن بين مكوّنات لبنان سيؤدي إلى تفكك الوطن، داعيا إلى الحفاظ على الصيغة اللبنانية التي تتيح السلام الداخلي والإقليمي.
وتوجه عون إلى البابا قائلاً: “أبلغوا العالم عنا، بأننا لن نموت ولن نرحل ولن نيأس ولن نستسلم، وما يجمعه لبنان، لا يسعه أي مكان في الأرض. وما يوحده لبنان لا يفرقه أحد”.
قناة نبأ الفضائية نبأ