نبأ – أطلقت السعودية مشروع إنتاج الغاز الطبيعي في حقل الجافورة العملاق، في خطوة يسوق لها النظام السعودي على أنها حجر الزاوية لزيادة قدرات معالجة الغاز لتلبية الطلب المحلي المتزايد.
وأعلنت وزارة المالية أن شركة أرامكو أكملت المرحلة الأولى من إنشاء مصنع غاز الجافورة وبدأت الإنتاج بطاقة أولية تبلغ 450 مليون قدم مكعب يوميا، على أن يصل الإنتاج المستدام بعد اكتمال المشروع عام 2030 إلى ملياري قدم مكعب يوميا، وفق ما ورد في بيان ميزانية 2026.
ويُقدر حجم استثمارات المشروع بحوالي 100 مليار دولار، فيما تشمل صفقات كبيرة مثل صفقة إيجار بقيمة 11 مليار دولار قادتها شركة بلاك روك، عبر وحدة “Global Infrastructure Partners”، لشراء بنى تحتية أساسية مرتبطة بالمشروع. وتقدر احتياطيات الحقل بنحو 229 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي و75 مليار برميل من المكثفات، ومن المتوقع أن ينتج عند اكتماله 420 مليون قدم مكعب قياسية يوميا من الإيثان و630 ألف برميل يوميا من السوائل عالية القيمة.
على الرغم من هذه الأرقام الضخمة، يثير مشروع الجافورة مخاوف بيئية كبيرة، فالتقنيات المستخدمة في استخراج الغاز غير التقليدي، مثل الحفر العميق والتكسير الهيدروليكي، قد تؤدي إلى تلوث المياه الجوفية، وارتفاع انبعاث الغازات الدفيئة، فضلا عن تأثيرات على التربة والنظم البيئية الصحراوية الهشة. كما يواجه المشروع مخاطر مرتبطة بالزلازل الصغيرة وحوادث الغاز والمكثفات القابلة للاشتعال، ما يضعف الصورة المعلن عنها لمشروع مستدام وصديق للبيئة.
كما تثار تساؤلات حول جدوى المشروع الاقتصادية والسياسية على المدى الطويل، إذ يعتمد بشكل كبير على الغاز المحلي لتلبية الطلب الداخلي، مما يقلل من قدرته على تحقيق أرباح تصديرية ضخمة، بينما يظل الاستثمار الضخم في بنى تحتية غازية عاملا يدعم نفوذ الشركات الكبرى والنظام السياسي، على حساب المجتمع والبيئة.
قناة نبأ الفضائية نبأ