السعودية/ نبأ- قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أنه على الرغم من أن هناك مئات الآلاف من الوثائق السرية من المقرر أن ينشرها "ويكيليكس" لاحقا، فأن السعودية دعت مواطنيها لـ"عدم مساعدة أعداء الوطن في تحقيق غايتهم ومأربهم من خلال تداول أو نشر أي وثائق، خصوصا وأن العديد منها تم فبركته بشكل واضح".
ورأت الصحيفة -في تقرير نشرته الأحد- أنه على الرغم من أن التسريبات لم يتم التحقق منها حتى الآن، ولكنها قد تكشف عن 5 أشياء مثيرة للاهتمام للسياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية.
1- أميرة سعودية تتهرب من دفع فاتورة باهظة:
أحد أكثر الوثائق المسربة انتشارا ليست وثيقة حكومية سرية، ولكنها مجرد فاتورة غير مدفوعة تعود لعام 2009 وتخص استئجار سيارة ليموزين فاخرة من قبل الأميرة مها آل إبراهيم، التي تصفها وسائل إعلام سعودية بأنها زوجة الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز آل سعود.
وورد في الفاتورة، الصادرة عن شركة "جولدن ليموزين سيرفيس" ومقرها في جنيف، والموجهة إلى البعثة الدبلوماسية السعودية هناك، أن الأميرة غادرت المدينة فجأة دون سداد أول دفعة من مبلغ 1.5 مليون فرنك سويسري كانت تدين به للشركة والفندق الذي أقامت فيه.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم إبلاغ الأميرة بالفاتورة، التي من جانبها "أعلنت أن المبلغ كبير للغاية" وطالبت دبلوماسيين بإجراء مفاوضات حول السداد.
وقد تم دفع قيمة الفاتورة بالكامل بالفعل لشركة "جولدن ليموزين سيرفيس" .
2- السعودية تسعي لتقويض إيران:
تظهر وثيقة حكومية غير مؤرخة، قيل إنها مسربة من السفارة السعودية في طهران، "الإحباط للمواطن الإيراني ورغبته القوية لتغيير النظام" واقترحت سبلا لفضح النظام الإيراني والمظالم الاجتماعية إيران من خلال "الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية مثل الفيس بوك وتويتر ".
وتقترح أيضا "استضافة شخصيات معارضة في الخارج، وتنسيق معهم وتشجيعهم على استخدام صالات العرض لإظهار الصور من التعذيب التي قامت بها النظام الإيراني ضد الشعب".
واعتبرت الصحيفة أن مناقشة مسئولين سعوديين لهذه القضايا بشأن طهران، تؤكد أن السعودية تراقب عن كثب جيرانها في الخليج.
3- السعودية بالفعل تكره إسرائيل:
حذرت وثيقة مثيرة للإهتمام، أرسلت للسفارة السعودية في واشنطن، من أن عشرات من الطلاب السعوديين ودول خليجية أخرى قد زاروا السفارة الإسرائيلية في واشنطن، كجزء من برنامج دولي للدراسة.
وتزعم الوثائق أن الطلاب استمعوا إلى استطلاعات دبلوماسية من العاملين في السفارة، وسألوهم عن بعض الأسئلة والتقطو معهم العديد من الصور.
وطلبت الخارجية السعودية من السفارة السعودية بواشنطن أعداد تقريرا عن الواقعة.
ومن جانبها اعتبرت الصحيفة أن رد الفعل الجانب السعودي على الزيارة مفهوم، حيث أنه لا توجد اي تعاون دبلوماسي بين الجانبين، وأن الشيء الوحيد المشترك بينهما هو معارضتهما لتزايد النفوذ الإيراني.
4- هناك المزيد من الوثائق:
أشارت الصحيفة إلى أنه تم نشر ما يزيد على 61 ألف وثيقة وبرقية دبلوماسية صادرة عن وزارة الخارجية السعودية وسفاراتها في أنحاء العالم، وتم تسريبها إلى الموقع الذي يمتلكه الصحافي والناشط الأسترالي جوليان أسانج.
ونوهت إلى أن ما تم نشره حتى الآن هو جزء من إجمالي نصف مليون برقية أخرى سيتم نشرها تباعاً خلال الأسابيع المقبلة، حسبما قال اسانج.
5- لا يزال الغموض يكتنف نهج السعودية:
ورأت صحيفة "الإندبندنت" أن مئات الآلاف من الوثائق السرية الحكومية من شأنها توفير نظرة مفصلة في عمل الحكومة السعودية، ولكن على الرغم من كم الوثائق التي تم تسريبها، هناك شيء واحد لا نعرفه .. كيف تم تسريب وصلت هذه الوثائق في المقام الأول.
وأشارت إلى أن بيان صحفي صادر عن ويكيليكس ألمح إلى أن مجموعة من قراصنة اليمنيين، أخترقوا بنجاح شبكات وزارة الخارجية السعودية في مايو واستولوا على مجموعة من الوثائق السرية، إلا أنه شدد على أن مجموعة وثائق يكيليكس بالكامل تم الحصول عليها عبر آلاف الإختراقات على عدة سيرفرات، مما يشير إلى أن التسريبات التي تم الكشف عنها لم تأت من القراصنة اليمنين.
وتابعت متساءلة .. فمن أين أتوا؟ لا أحد يعرف تماما، حتى الآن، يمكن أن يكون من عمل "برادلي مانينج" الجندي الذي عمل محلل استخبارات في القوات البرية الأمريكية وتحول الآن لفتاة تدعى "تشيليسي"، أو من عمل مجموعة من القراصنة المنظمين.