الإرهابُ التكفيريّ، وهشاشةُ الهويّة الوطنيّة، وانحباسُ النسيج الاجتماعي وتفكّكُه، وتسارع موجات التطرّف والتشدّد والعنف.. كلّ هذه الأدواء التي تزحفُ نحو الخليج وتستقرّ في عواصمه؛ هي قشورٌ لداءٍ كبيرٍ تحاول الأنظمةُ الخليجيّةُ إخفاءه وتوجيه الأنظار بعيداً عنه، ولو بالتواطوء على أدواءٍ أخرى، وبينها العنف التكفيري وجماعاته.. إنه داءُ الاستبدادِ، والاستئثار بالسّلطةِ والثّروةِ، والنّظر إلى الشّعوبِ وكأنهم سقْط من المتاع، أو رعايا من آخر الدّرجات. الاستبدادُ يولّد كلّ الفوضى، ويدفع الحكّام لارتكاب ما لا يُحصى من الفظائع والفجائع.
الخليجُ الذي يهتزّ اليوم بالإرهابِ التكفيري ينتظر من شعوبه صرخةً تهزّ الأنظمة الاستبداديّة… صرخة لا عنفَ فيها، ولا دماءَ، ولا تفجيرات.. صرخةُ لا يجد فيها الحكّام فرصة للمناورة والاحتيال.. صرخة تنبع من داخلِ النّاس وقواهم الحيّة، وترفعُ شعارات واضحةً محدّدة: الحريّةُ تقتل العنفَ.. العدالة تهزمُ الإرهاب.. أمّا الاستبداد والظّلم والتمييز فيجمعُ كلّ أشكال القساوةِ والسّوادِ والجنون.