نيويورك (رويترز) – أظهرت بيانات رسمية أن مخزونات النفط الخام المحلية في السعودية قفزت إلى مستوى قياسي فوق 300 مليون برميل في مايو أيار وهي زيادة ترجع على الأرجح إلى مطالب التشغيل لمصفاة جديدة كبيرة أكثر من كونها مؤشرا على تخمة في إمدادات المعروض العالمية.
وأظهرت البيانات التي قدمتها الرياض إلى مبادرة البيانات المشتركة (جودي) إن زيادة المخزونات 9.3 مليون برميل -وهي أكبر زيادة شهرية في أكثر من ثلاث سنوات- تفسر جزئيا الهبوط الذي أعلن عنه في وقت سابق للصادرات التي هوت إلى أدنى مستوياتها في خمسة أشهر.
فقد هبطت شحنات الخام من أكبر دولة في تصدير النفط في العالم 800 ألف برميل يوميا إلى أقل قليلا من سبعة ملايين برميل يوميا على الرغم من بلوغ الإنتاج مستويات قياسية مرتفعة وهو هبوط يعزى في جانب كبير منه إلى الزيادة في فصل الصيف لتشغيل محطات كهرباء تعمل بالنفط لتلبية ذروة الطلب على الكهرباء مع ارتفاع الطلب من المصافي.
مهما يكن من أمر فإن البيانات تظهر أن نحو 300 الف برميل يوميا من ذلك الهبوط انتهى به المطاف في المخزونات المحلية وهي حقيقة قد تذكي الجدال بشأن ما إذا كانت تخمة المعروض العالمي الآن ترفع مخزونات المملكة بعد أن قفزت بالمخزونات الأمريكية إلى مستويات قياسية لها في وقت سابق من هذا العام. فقد زادت المخزونات الأمريكية أكثر من 100 مليون برميل في الفترة من يناير كانون الثاني حتى أبريل نيسان.
وقال محللون إن زيادة المخزونات السعودية ترجع على الأرجح إلى تغيرات في السوق السعودية المحلية لا إلى اختلال في السوق العالمية.
وقالت أمريتا سين كبيرة محللي النفط في مؤسسة إنرجي أسبكتس "بعض هذه الزيادة يعزى إلى جوانب تشغيل."
وقالت أمريتا إن المملكة تحتاج إلى "احتياطي" أكبر لضمان سلاسة تشغيل مصفاة ياسرف التي تبلغ طاقتها 400 ألف برميل يوميا وهي مشروع مشترك بدأ زيادة عملياته في وقت سابق من هذا العام وبلغ طاقته الكاملة في نهاية يونيو حزيران.
وقال بول هورسنيل رئيس بحوث السلع الأولية في ستاندرد تشارترد في رسالة بالبريد الإلكتروني "من المنطقي مع ارتفاع الطلب المحلي أكثر من 300 ألف برميل يوميا وانخفاض الصادرات وعدم نقص الزبائن أن تكون زيادة المخزونات على الأرجح طوعية وان تكون مصفاة ياسرف أكثر المرشحين للاستفادة من هذه الزيادة."
وقد زادت مخزونات النفط الخام نحو 25 مليون برميل أو نحو 9 في المائة خلال الاثنى عشر شهرا الماضي وفقا لما أظهرته بيانات جودي ووصلت عمليات المصافي إلى مستوى قياسي مرتفع 2.4 مليون برميل يوميا مسجلة زيادة قدرها نحو 20 في المائة عما كانت عليه قبل عام.
وفضلا عن ذلك، من المحتمل أن السعودية ربما زادت مخزوناتها قبل فصل الصيف توقعا لقفزة في الطلب الموسمي. وارتفع مقدار الاستهلاك المباشر للخام إلى 677 ألف برميل يوميا في مايو أيار من 358 الف برميل يوميا في أبريل نيسان لكنه في العام الماضي وصل حتى 900 ألف ب-ي. وتضاعفت مخزوناتها منذ العام 2007 بسبب زيادة الاستهلاك.