مقدمة المسائية | رسائل داعش ورسائل النظام.. هي ذاتها: لستم منّا، ولن نتعايشَ معكم

رسالةُ داعش إلى المواطنين في المملكةِ، هي ذاتها رسالة النّظام الحاكم إلى مواطنيه.
لستم منّا، ولن نتعايشَ معكم، والمواطنة معكم تعني القبولَ بالحقوقِ والواجباتِ، وهو أمرٌ لا يكون في ظلِّ دولةٍ يُقسِّم حكّامُها النّاسَ على أساس الولاء للنّظام أو البراءة منه.

داعشُ التي تتوعّدُ بذبح المواطنين لأنّهم مشركون، يتوعّدهم إقصاءُ الدّولةِ التي لا تقرّ لهم بالمشاركةِ في الوطنِ ولا في الانتماء إلى الدّين الواحد. ومن هنا يتلاقى توعُّدُ داعش مع وعيدٍ قديم جديدٍ يسكن في فتاوى التكفير التي يخطّها كبارُ علماء المملكة.

المواطنون لن يُخيفهم أيّ تهديد.. كما أنّهم لن ينسوا مطالبَهم التي فجّرتها دماءُ شهداء الصّلاة. المطالبُ لازالت باقيّةً وتتمدّد أيضاً: قانونٌ يُجرِّم الكراهيّاتِ المذهبية والعرقيّة، وإصلاح شامل لمناهج التّعليم التي لا تكفّ عن تفريخِ الأحزمةِ النّاسفة. بهذا الصّوتِ كان ردّ فعل المواطنين والنشطاء والوجهاء الذين ذكّرهم تفجيرُ مسجد أبها بتفجيراتٍ بدأت من الدالوة.. ولا يبدو أنّها ستقفُ عند حدّها النّهائي ما دام الإرهابُ يجد له الحواضنَ والأنفاسَ والفتاوى والمناهج الرّاعية والمؤيدة