زيارةُ الملك سلمان إلى واشنطن تحت قيْد الشّروط الأمريكيّة.
الرّياضُ مطلوبٌ منها أن تقدِّم جهداً حقيقيّاً في محاربةِ داعش، ليكون مرحّباً في البيتِ الأبيض الذي أرادَ أن يتعامل مع الزّيارة الملكيّةِ بقْدر خفيّ، وإنّما ملموس، من المقايضة.
حلّ الملكُ أو ارتحلَ فالأمورُ تبقى كما هي في المملكة: فسادٌ يتنامى بتنامي الاستبدادِ الذي أصبح أكثر عنفاً وبطشاً ومليئاً بالأعمال القذرة داخل المملكة وخارجها. حالٌ لا يبدو أنّ الرياض تُدْرك تباعته وآثاره على المدى القصير، في ظلِّ تململٍ داخليّ آخذٍ في التوسِّع والتمدُّد، وعلى خطٍّ متوازٍ مع تمدُّد الانهيار الاقتصاديّ وارتداد العنفِ التفكيريّ إلى الدّاخل…
عدم الاعترافُ بالمشكلة هو الطّريق المريح للمملكة الذي يدفعُ عنها مسؤولية وضْع الحلول.. إلا أنّ ذلك لن يمنعَ من تفاقم المشكلة والتفافها حول العرش المهزوز. وحتّى تستيقظ الحكمة المفترضة؛ فإنّ العالم، كما المواطنين، يعدّون السّاعات التي يشهدون فيها فرجاً من عبءٍ طويل وثقيل من الحرمان والاضطهاد والعبث بالثروة وبمسقبل الأجيال…