السعودية/ نبأ- انتقدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تقاعس الدول الـ6 الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي عن استضافة اللاجئين السوريين الفارين من الحرب الأهلية الطاحنة في بلادهم بالرغم من توافر الإمكانات المادية الضخمة لدى تلك الدول بقولها: "إنها حالة لا مبالاة أو غياب تام للإرادة السياسية".
وتعجبت الصحيفة في تقرير بعنوان: "دول الخليج الغنية لم تفعل شيئا للاجئين السوريين!" من قلة التبرعات التي قدمتها كل الدول الخليجية الغنية لصالح اللاجئين السوريين والتي تقل مجتمعة عن مليار دولار وفقا للصحيفة التي قارنت ذلك بالأموال الضخمة التي أنفقتها كل من السعودية والإمارات على الحرب في اليمن هذا العام، مشيره الى أن الولايات المتحدة وحدها تبرعت بضعف هذا المبلغ أربع مرات.
وقالت الصحيفة إن مثل الدول الأوروبية، يساور السعودية وجيرانها الخليجيين مخاوف من أن يؤثر تدفق اللاجئين السوريين إليهم سلبا على سوق التوظيف، كما أنه يثير مخاوف تتعلق بالأمن والإرهاب.
وأشارت انه لا يوجد سبب في عدم استضافة الدول الخليجية الغنية لهؤلاء اللاجئين السوريين سوى أنها حالة لا مبالاة أو غياب تام للإرادة السياسية، ما دفع الكثيرون لإطلاق هاشتاج "الترحيب بلاجئي سوريا مهمة خليجية" على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دعا إلى ذلك أكثر من 33 ألف شخص على موقع تويتر، بحسب بي بي سي.
واستعان تقرير واشنطن بوست برسوم ساخرة نشرها "كينيث روس" مدير منظمة هيومان رايتس ووتش علي حسابه علي تويتر تظهر السخرية من دول الخليج التي تحيط أبواب بلادها بأسوار شائكة تمنع اقتراب اللاجئين السوريين وبالمقابل يظهر مسئول عربي من نافذة الباب وهو يشير لباب الدولة الأوروبية المجاورة الذي تقف علي أعتابه امرأة سورية وابنها ليقول لهم: "لماذا لا تفتحون لهم الباب؟ افتحوا الآن".
وقالت صحيفة واشنطن بوست، إن العالم انشغل بأزمة اللاجئين في أوروبا والتدفق غير المسبوق للمهاجرين منذ الحرب العالمية الثانية، والصورة المؤلمة لجثة الطفل السوري الغريق إيلان كردي، وحمل الكثيرون الحكومات الغربية مسئولية الإخفاق في مواجهة الأعباء الملقاة على الدول المجاورة لسوريا، ولكن الدول الخليجية الغنية لم تنل نصيبها من هذا النقد رغم أنهم من العرب.
وأوردت الصحيفة تقرير لمنظمة العفو الدولية، وكينيث روث المدير التنفيذي لمنظمة هيومان رايتس ووتش قوله في تغريدة له على حسابه موقع تويتر أن دول الخليج الستة، قطر والسعودية والإمارات والكويت وعمان والبحرين، لم توفر أية أماكن لإعادة توطين اللاجئين السوريين.
ونشرت الصحيفة الأمريكية خريطة رسمها لؤي الخطاب من معهد "بروكينغز" توضح أعداد اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم دول الجوار السوري، مقارنة بمثيلاتها في دول الخليج الغنية بالنفط، مشيره لما أسمته "الرقم الصادم بالنظر إلى القرب المكاني النسبي لتلك الدول من سوريا، بالإضافة إلى الموارد الهائلة التي تزخر بها بلادهم".
وقالت الصحيفة إن تلك الدول الخليجية ليست بريئة مما يحدث في سوريا، فبدرجات مختلفة، استثمرت عناصر من السعودية وقطر والإمارات والكويت في الصراع السوري، حيث لعبت دورا لا يخفى على أحد في تمويل وتسليح المعارضين والإسلاميين المتشددين في قتال نظام الرئيس بشار الأسد.
وبحسب بي بي سي، فإن الدول العربية الوحيدة التي يمكن للسوريين السفر إليها دون الحاجة للحصول على تأشيرة هي الجزائر وموريتانيا والسودان واليمن، والتي تمثل جميعها خيارا صعبا أو حتى مقاصد غير عملية للسوريين.