مصر / نبأ – أعربت مصادر خليجية مسؤولة في الرياض عن استهجانها للحملة الإعلامية المصرية على الموقف السعودي والخليجي من الأزمة السورية، مبدية استغرابها منها ومن التطاول الاعلامي المصري على المواقف الخليجية، كاشفة أن اجتماع وزراء الخارجية الخليجيون في الرياض، سيبحث الموقف المصري المتباين مع المواقف الخليجية المجمع عليها، على حد قولها.
وقال سفير خليجي في الرياض لصحيفة "القدس العربي" الأحد، الصادرة في لندن، أنه "اذا كان للقاهرة موقف مغاير عن الموقف السعودي بشأن الأزمة السورية فهي حرة، ولكن هذا لايعني التطاول ومهاجمة موقف الآخرين"، وفق قوله.
وأردف السفير أنه "إذا كان النظام المصري، يريد ان يستقل بمواقفه عن المواقف السعودية فله الحرية، ولكن لايمكن ان تقبل الرياض وغيرها من العواصم الخليجية التطاول الاعلامي لمعظم الاعلام المصري حتى بما فيه الرسمي على المملكة ومواقفها".
وأشار السفير الذي رفض الكشف عن اسمه، إلى أن "الحكومة المصرية اتخذت موقفا يدعو للتعامل مع الرئيس بشار الاسد، والسعودية ترى انه لامكان للأسد في أي عملية سياسية، وهذان موقفان مختلفان ولكن لم تهاجم الرياض أو الإعلام السعودي الموقف المصري، رغم انه موقف مستغرب ويخالف ماهو متفق عليه سياسيا بين البلدين ".
من جهته وضح ديبلوماسي عربي آخر في الرياض ان المسؤولين في القاهرة "ربما انزعجوا من الغاء زيارة العاهل السعودي إلى مصر التي كان متفقا على ان تتم في الاسبوع الماضي".
وعلقت الصحيفة على الأمر قائلة "يبدو ان القاهرة بدأت تتخذ مواقف سياسية معاكسة للموقف السعودي والخليجي تجاه العديد من القضايا وفي مقدمتها القضيتان اليمنية والإيرانية".
وأضافت الصحيفة أنه "بدا واضحا هذا في امتناع القاهرة عن إرسال أي قوات عسكرية مصرية للمشاركة في حرب التحالف العربي في اليمن، واكتفت بالمشاركة ببعض القطع البحرية التي تشدد الحصار البحري على اليمن منذ اندلاع الحرب في اليمن قبل اكثر من5 شهور، رغم توقيع بيان التعاون الاستراتيجي السعودي – المصري خلال زيارة ولي ولي العهد السعودي للقاهرة في شهر اغسطس الماضي"، على حد قولها.
وكانت صحيفة "الاهرام" المصرية الحكومية هاجمت السياسة الخارجية للسعودية تجاه الازمة السورية، واعتبرت في مقال لرئيس تحريرها محمد علام أن إصرار المملكة على رحيل رئيس النظام السوري، "بشار الأسد"، كشرط للحل السياسي، "يتغافل أن الأسد يتمتع بشعبية وسط قطاع لا يستهان به من الشعب السوري".
ورأى رئيس تحرير صحيفة"الاهرام" في مقالته يوم الجمعة الماضي أن المواقف التي تدعو وتشترط تنحي الرئيس الاسد مواقف غير مفهومة وانها تصر على وضع (العصا في العجلة)، باشتراطها تنحي بشار الأسد أولا، وعدم تضمينه في الحل السياسي، بينما تلك الأطراف تعلم أن "جنيف 1" لم تتضمن ذلك.
كما قامت صحيفة "المصري اليوم"، بنشر كاريكاتير رسمت فيه خليجيا يقدم كيسا كبيرا من الأموال لمسلح سوري في الوقت الذي يبكي فيه على صورة الطفل السوري ايلان الذي وجد غريقا على الشواطئ التركية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية سعودية، قولها: "أن هذه الحملة الاعلامية المتطاولة لايمكن ان تكون الا بتوجيه من جهات رسمية لاسيما انها تتكرر منذ مدة".