الولايات المتحدة / نبأ – لم يُخفِ قائد القوات الاميركية في الشرق الاوسط الجنرال لويد اوستن امام الكونغرس عجزه عن تشكيل قوة عسكرية سورية فاعلة قادرة على مواجهة "داعش"، وقال صراحة امام لجنة القوات المسلحة ان عدد هؤلاء "المقاتلين" حاليا لا يتجاوز الخمسة.
وقد ظن أعضاء "الكونغرس" أن كلام أوستن هذا هو مجرد مزاح، مظهرين خيبة أملهم في قدرات قواتهم المسلحة، حيث ردت السيناتورة الجمهورية كيلي ايوت عليه قائلة "انها بالتأكيد مزحة"، في حين قال السيناتور الجمهوري جيف سيشنس "انه فشل كامل".
وكان البيت الأبيض قد وضع استراتيجية تهدف إلى تدريب آلاف مسلحي المعارضة السورية، تصل تكلفتها 500 مليون دولار.
ما صرح به أوستن سيسهم بالتأكيد في تعزيز موقع منتقدي سياسة الرئيس باراك اوباما، الذين يعتبرون انه فشل في اتخاذ خطوات فاعلة بوجه إرهاب تنظيم "داعش".
رئيس لجنة القوات المسلحة الجمهوري جون ماكين اعتبر ان "المشكلة لا تقتصر فعلا على ان الإدارة الاميركية لا تفعل شيئا ضد "داعش"، بل تكمن في ان ما تقوم به حاليا لن يكون كافيا"، إلا ان ماكين كان من المؤيدين للتدخل الاميركي العسكري الواسع في الحرب ضد التنظيم عبر إرسال قوات خاصة لتوجيه ضربات "التحالف الدولي" الجوية.
إلا ان الرئيس الاميركي كان قد ابدا إصراره الدائم على تجنب إرسال اي جندي للاراضي السورية، واعتبر ان "على القوى المحلية القيام بما هو لازم من تحرك على الارض بدعم من الضربات الجوية لـ"الائتلاف الدولي".
وزادت على ذلك كريستين ورموث، وكيلة وزير الدفاع للشؤون السياسية في نفس المناسبة بالقول إن الولايات المتحدة تعكف حاليا على تدريب ما بين 100 – 120 مقاتلا سوريا فقط، فيما كانت واشنطن أعلنت في مايو الماضي أنها تخطط لتدريب نحو 5400 مقاتل كل سنة على مدى 3 أعوام.
هذه النتائج الضئيلة دفعت وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مؤخرا إلى القول إن الأمريكيين إما أنهم منذ البداية لم يدرسوا الائتلاف الذي أقاموه جيدا، أو أنهم قصدوا أن يكون كما هو الآن لأهداف أخرى غير المعلنة.
لافروف لم يخف شكوكه حيال حرب الولايات المتحدة الجوية ضد تنظيم "داعش"، مشيرا إلى أن تحليل عمليات قوات التحالف الجوية يخلق انطباعا غريبا، ويثير هواجس بأن الغرض الحقيقي لهذه العمليات الجوية خفي لا علاقة له بالمُعلن.