السعودية/ نبأ- في تقرير حمل عنوان "فشل العرب" قالت صحيفة "بيرن كورير" الألمانية، أن سياسة الدول العربية "ظالمة" تجاه أزمة اللاجئين السوريين.
وأشارت الصحيفة، إلى أن دول الخليج العربية الثرية تكرس المال السلاح لإشعال لحرب الأهلية في سوريا، ولا تريد استقبال اللاجئين، أبرزها "المملكة العربية السعودية التي تستقبل الطغاة أمثال الديكتاتور الأوغندي القاتل عيدي أمين، والديكتاتور المخلوع التونسي زين العابدين بن علي، وترفض استقبال اللاجئين السوريين، كما أنها على استعداد تام لنشر الوهابية في الخارج بأي ثمن".
وأوضحت الصحيفة، أن السعودية تمتلك أكثر من 100 ألف مأوى، ويمكنها استيعاب ثلاثة ملايين لاجئ، ورغم ذلك تعرب عن قلقها حيال الاستقرار والأمن.
وتطرقت الصحيفة إلى مقال بعنوان " الأمة العربية كذبة"، الذي نشر فى صحيفة "ديلي ستار" اللبنانية، والذي لفت إلى أن الأمة العربية اسم فقط "، وانتقد بشكل كبير الدول العربية بسبب أزمة اللاجئين السوريين.
ونقلت الصحيفة الألمانية أجزاءا من مقال صحيفة "ديلي ستار" ، حيث كتبت "إن فشل المنطقة في التصدي لهذه الأزمة يعتبر بمثابة نقطة سوداء في تاريخ الشرق الأوسط؛ إن هؤلاء الأطفال السوريين الذين تتزايد أعدادهم الآن في الغرب، سيتذكرون مستقبلاً أن منطقتهم تخلت عنهم. "
ولفتت الصحيفة أيضاً إلى ما ذكره تقرير الصحيفة الأمريكية "واشنطن بوست"، بأن خمسة بلدان فقط في منطقة الشرق الأوسط استقبلت اللاجئين السوريين بالفعل، الذين يبلغ عددهم حوالى أربعة ملايين لاجئ.
فلبنان استقبل 1.1 مليون، والأردن حوالي 620 ألف، وتركيا 1.6 مليون، وفي العراق حوالي 225 ألف، بينما في مصر حوالي 142.534 لاجئ سوري وفقاً لمنظمة العفو الدولية العام الماضي.
وعلى النقيض من ذلك فإن خمس دول عربية خليجية، وهي قطر، والإمارات العربية المتحدة ، والمملكة العربية السعودية والكويت والبحرين، لم تستقبل لاجئاً واحدا.
ومضت تقول: "إن أغنى الدول في العالم العربي لا تفعل شيئاً للاجئي سوريا".
وحسب تقرير صحيفة "بوليتكن" الدنماركية فإن تصرف دول الخليج تجاه الأزمة يعتبر مشيناً: لأن الأردن ومصر دولتان فقيرتان، ولبنان وتركيا أفضل بعض الشيء، واصفة دول الخليج بالدول الفاحشة الثراء، حيث تمتلك الفرص للمساعدة: ففى دبى وأبو ظبى والرياض يتم بناء المبانى الضخمة وناطحات السحاب العملاقة، ولا يبنى ملاجئ للاجئين.
وأوضحت الصحيفة أن المملكة العربية السعودية تستقبل كل عام الملايين من الحجاج إلى مكة المكرمة ، ولديها خبرة كبيرة في السكن ورعاية الحشود الضخمة.
كما أن المملكة تعد كبيرة المساحة وقليلة الكثافة السكانية ولديها حوالى 100 ألف مركز إيواء مزود بمكيفات الهواء، ولذلك يمكنها أن تستوعب ثلاثة ملايين لاجئ، ولا سيما أن هذه الإيواءات تشغل فقط خلال فترة الحج في مكة المكرمة وتبقى فارغة باقي العام.
وبينت أن السعودية تريد أن تنفذ سياساتها بأي ثمن، كما أنها تتصرف حسبما تشاء، لأن الطغاة يجدون فيها اللجوء، بينما لا يجد اللاجئون السوريون مكاناً للإيواء بها، بحسب بيرن كورير .
ووفقاً للصحفية تريد المملكة أيضاً نشر سياساتها الأيدولوجية فقط في الخارج، حيث عرضت الرياض على الحكومة الألمانية بناء 200 مسجد للمهاجرين السوريين، الأمر الذي يؤكد أن السعودية ترغب في نشر الوهابية في ألمانيا بحجة مساعدة اللاجئين.