دبي (رويترز) – قالت إيران يوم الاثنين إنها ستنسحب من محادثات السلام الخاصة بسوريا إذا وجدتها غير بناءة وأشارت إلى “دور سلبي” للسعودية في أحدث تطورات الخلاف بين الخصمين يمكن أن يؤثر على جهود تخفيف التوتر في الشرق الأوسط.
ومن شأن التوتر المتزايد بين السعودية وإيران أن يجهض الآمال في تحسين العلاقات بعدما جلس الطرفان وجها لوجه للمرة الأولى لمناقشة الأزمة في سوريا يوم الجمعة الماضي.
ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني قوله “في الجولة الأولى من المحادثات لعبت بعض الدول وخاصة السعودية دورا سلبيا وغير بناء… لن تشارك إيران إن لم تكن المحادثات مثمرة.”
وفي انتقادات شخصية غير معتادة بدا وكأن الرئيس الإيراني حسن روحاني يوبخ وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي انتقد طهران يوم السبت لما وصفه بالتدخل في بلدان بالمنطقة.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن روحاني قوله يوم الاثنين “لن يصل شاب قليل الخبرة في إحدى بلدان المنطقة لأي شيء حين يتحدث بوقاحة أمام من يكبرونه سنا.”
ولم يذكر روحاني “الشاب” الذي يقصده بالاسم لكن يُعتقد أنه كان يتحدث عن الجبير.
وتولى الجبير وهو في منتصف الخمسينيات من العمر منصبه بعد وفاة سلفه المخضرم الأمير سعود الفيصل عن 75 عاما.
والتقت في فيينا يوم الجمعة الماضي قوى عالمية وإقليمية بينها إيران والسعودية لمناقشة حل سياسي للحرب السورية لكنها فشلت كما كان متوقعا في الوصول لتوافق بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد. وتدعم إيران الأسد في الحرب بينما تقف السعودية وراء معارضين يسعون للإطاحة به.
وكانت تلك هي أول مرة تجتمع فيها طهران والرياض على نفس الطاولة لمناقشة الحرب التي تشاركان فيها ضمن صراع أوسع على الهيمنة في المنطقة بين روسيا وإيران اللتين تدعمان الأسد من جهة ودول الخليج والقوى الغربية التي تساند مقاتلي المعارضة بدرجات متفاوتة من جهة أخرى.
وتطالب السعودية برحيل الأسد وقدمت دعما لجماعات معارضة معتدلة في سوريا بينما أرسلت إيران مقاتلين ووفرت دعما ماديا لتعزيز وضع الأسد.
وبعد أقل من 24 ساعة من محادثات فيينا استغل الجبير مشاركته في مؤتمر للأمن الإقليمي في البحرين لم تحضره إيران ليهاجم السياسات الإيرانية.
واتهم الجبير إيران بمحاولة تهريب أسلحة إلى البحرين والسعودية وبالتدخل في لبنان وسوريا والعراق واليمن وهو أمر قال الوزير السعودي إنه يؤثر بالسلب على العلاقات الإيرانية السعودية.
وقال الجبير “دول الخليج.. مدت يد ودود إلى إيران” مضيفا أن الرياض أوضحت مرارا سعيها لعلاقات جيدة مع طهران.
وقال “الآن الكرة في ملعب إيران” مشيرا الى أن تحديد ما اذا كانت تريد إقامة علاقات مع السعودية تقوم على حسن الجوار أم تريد علاقات مليئة بالتوتر بيد الإيرانيين.
لكن إيران ردت بغضب.
وفي حديثه لوسائل إعلام إيرانية حذر عبد اللهيان الجبير من مغبة اختبار صبر إيران. ولم يذكر المزيد.
وفي 2011 قالت السلطات الأمريكية إنها أحبطت مخططا لشخصين على صلة بأجهزة أمنية إيرانية لاغتيال الجبير الذي كان حينها سفيرا للسعودية في واشنطن. ونفت إيران هذا الاتهام.
ورفضت الرياض مرارا قبول أي وجود إيراني في محادثات السلام بشأن سوريا. وتغير الموقف بعد أن وقعت ايران اتفاقا نوويا مثيرا للجدل مع القوى العالمية وبدأ تخفيف العزلة الدولية عنها.
وساعد إطلاق روسيا حملة قصف جوي في سوريا دعما للأسد في إقناع القوى الغربية بضرورة حضور إيران للمفاوضات أيضا بوصفها أحد كبار الداعمين للأسد.