الأمم المتحدة/ نبأ-(رويترز) – قال الأمير زيد بن رعد الحسين مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان لمجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء إن الحملة العسكرية للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن تتحمل المسؤولية فيما يبدو عن "عدد غير متناسب" من الهجمات على مناطق مدنية.
وأضاف في أول اجتماع علني للمجلس بشأن اليمن منذ بدء الحملة العسكرية قبل تسعة أشهر أنه "تابع بقلق بالغ" القصف الشديد من البر والجو على مناطق في اليمن بها كثافة عالية من المدنيين وتدمير بنية تحتية مدنية مثل المستشفيات والمدارس.
وقال إن كل أطراف الصراع تتحمل المسؤولية "على الرغم من عدد غير متناسب فيما يبدو نتيجة للضربات الجوية التي تنفذها قوات التحالف."
ودخلت السعودية على خط الأزمة اليمنية في مارس آذار بحجة اعادة الشرعية، لكن عدد القتلى المتزايد بين المدنيين والوضع الإنساني المتردي أزعج المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان.
وقال دبلوماسيون بالأمم المتحدة إن بلدانا غربية تزيد الضغط رويدا رويدا على السعودية للتوصل إلى اتفاق سياسي لإنهاء الصراع. وقال دبلوماسيون إن اجتماع اليوم الثلاثاء عقد بهدف تسليط الضوء على الصراع والضغط على كل أطرافه للتوصل لنهاية عبر التفاوض حقنا للدماء.
وقالت سمانثا باور سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة وهي رئيسة المجلس لشهر ديسمبر كانون الأول إن كل الأطراف يتعين عليها الالتزام بالقانون الإنساني.
وأضافت باور "سنواصل حث التحالف الذي تقوده السعودية على ضمان الاستهداف القانوني والمحدد والتحقيق الشامل في جميع المزاعم الموثوقة عن سقوط ضحايا من المدنيين وإجراء التعديلات اللازمة لتجنب مثل هذه الحوادث."
ووافقت الأطراف المتحاربة في اليمن على وقف لإطلاق النار مدته سبعة أيام قابلة للتجديد تحت رعاية الأمم المتحدة بدأ يوم 15 ديسمبر لكنه تعرض للانتهاك مرارا.
وقال الأمير زيد "أدعو أيضا المجلس لبذل كل شيء في نطاق سلطاته للمساعدة في كبح استخدام القوة لدى كل الجهات وحث جميع الأطراف على الالتزام بالمبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي."
وقالت الأمم المتحدة إن الصراع أودى بحياة زهاء ستة آلاف شخص نصفهم تقريبا من المدنيين. وقال الأمير زيد إن أكثر من 600 طفل قتلوا وجرح نحو 900 آخرون وهي زيادة بمقدار خمسة أمثال الرقم في 2014.
وتأجلت أول جولة في محادثات السلام يوم الأحد وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إن الطرفين سيلتقيان مجددا في 14 يناير كانون الثاني.
وأبلغ المبعوث المجلس إنه لا يزال توجد انقسامات عميقة وإن "الثقة بين الطرفين لا تزال ضعيفة."
ووضعت الأمم المتحدة اليمن كواحدة من أكبر أزماتها الإنسانية بجانب جنوب السودان وسوريا والعراق. وتقول المنظمة إن نحو 21 مليون شخص في اليمن يحتاجون مساعدات أو نحو 80 في المئة من السكان.
وأبلغ الأمير زيد المجلس المؤلف من 15 دولة "ان التداعيات المحتملة لدولة يمنية فاشلة ستخلق حتما ملاذات آمنة للجماعات المتشددة والطائفية مثل ما يطلق عليها (تنظيم الدولة الإسلامية)."
وقال "هذا بدوره قد يوسع الصراع إلى خارج حدود اليمن مما سيزعزع على الأرجح استقرار المنطقة."
كانت منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان انتقدت الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما من البلدان الغربية لدعم السعودية بأسلحة تستخدم في الحرب واتهمت أيضا القوات العربية باستخدام القنابل العنقودية التي تحظرها معظم الدول.
وأبلغ جيرارد فان بوهمن سفير نيوزيلندا لدى الأمم المتحدة المجلس بأن "الأعمال العدائية داخل وحول المناطق المدنية بما في ذلك استخدام الأسلحة الثقيلة والذخائر العنقودية فضلا عن الغارات الجوية ونيران المدفعية المضادة للطائرات تسببت في سقوط عدد كبير من القتلى بشكل غير مقبول بين السكان المدنيين."
ولم يتسن الوصول إلى بعثة السعودية في الأمم المتحدة على الفور لطلب التعقيب على تصريحات الأمير زيد والاتهامات بشأن استخدام القنابل العنقودية.