نيويورك/ وكالات- أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن "الاستياء العميق إزاء إعدام 47 شخصاً في السعودية، بينهم رجل الدين نمر باقر النمر، داعياً الجميع إلى الهدوء، وضبط النفس في رد الفعل على حادثة الإعدام.
وقال كي مون في بيان أصدره المتحدث الرسمي باسمه، في وقت متأخر من أمس السبت، بتوقيت نيويورك، إن "إعدام رجل الدين السعودي نمر باقر النمر وعدد آخر من السجناء، جاء بعد محاكمات أثارت مخاوف جدية حول طبيعة التهم ونزاهة العملية".
وأضاف في بيانه : "لقد أثّرت قضية الشيخ النمر مع قيادة المملكة العربية السعودية في عدد من المناسبات".
وأكد الأمين العام على موقفه القوي المناهض لعقوبة الإعدام، مستطرداً في هذا الصدد: "هناك حركة متنامية في المجتمع الدولي من أجل إلغاء تلك العقوبة".
ودعا إلى "الهدوء، وضبط النفس في رد الفعل على إعدام نمر"، وحث جميع القادة الإقليميين على "العمل من أجل تجنب تصاعد التوترات".
كذلك أعرب عن "أسفه" لأعمال العنف من قبل متظاهرين إيرانيين ضد السفارة السعودية في طهران.
وكانت وزارة الداخلية السعودية، أعلنت يوم أمس، إعدام 47 ممن ينتمون إلى "التنظيمات الإرهابية"، من بينهم النمر.
وفي 25 أكتوبر 2015، كانت محكمة الاستئناف الجزائية والمحكمة العليا، في المملكة، قد أيدت الحكم الابتدائي الصادر بإعدام النمر، في الشهر نفسه من عام 2014، لإدانته بـ"إشعال الفتنة الطائفية، والخروج على ولي الأمر في السعودية.
وأدين الرجل، الذي وصفته المحكمة، في حيثيات حكمها عام 2014، بأنه داعية إلى الفتنة ، وبأن شره لا ينقطع إلا بقتله ، بعدة تهم من بينها "الخروج على إمام المملكة والحاكم فيها خادم الحرمين الشريفين لقصد تفريق الأمة وإشاعة الفوضى وإسقاط الدولة" .
وفي تعقيب لها، استنكرت إيران على لسان المتحدث باسم الخارجیة، حسین جابر أنصاری، قيام السلطات السعودیة بإعدام "النمر"، محذراً إياها من أنها "ستدفع ثمناً باهظاً"، متهماً في بيان نشرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" المملكة بأنها " تدعم الإرهابیین وتنفذ حکم الإعدام بحق المعارضة".
بدورها اتهمت الخارجية السعودية، إيران، بأنها دولة "راعية للإرهاب" وأن نظامها "طائفي"، معربة عن " استهجان المملكة واستنكارها الشديدين ورفضها القاطع لكافة التصريحات العدوانية الصادرة عن النظام الإيراني تجاه الأحكام الشرعية التي نفذت بحق الإرهابيين بالبلاد".
وأثار إعدام النمر، ردود فعل غاضبة في أوساط المواطنين الشيعة في عدة دول، بينها البحرين، وإيران، وشرق السعودية، ففي طهران اقتحم متظاهرون مبنى السفارة السعودية، أمس، وأضرموا النار فيه، دون أن يتسنى على الفور معرفة الخسائر التي وقت جراء ذلك.