السعودية/ نبأ- نشر "معهد هوفر" الأمريكي للدراسات السياسية والاستراتيجية المختص بشؤون الحرب والسلام، تقريرا تحت عنوان "السعودية تشكل أكبر تهديد في الشرق الأوسط".
وجاء في التقرير الأمريكي أنّه "على مدى العقد الماضي، برزت المملكة العربية السعودية باعتبارها القوة الأكثر جرأة في الشرق الأوسط".
وبعد سقوط نظام صدام حسين، وصعود إيران الى الواجهة العالمية، وزعزعة الاستقرار في العالم العربي جراء "الثورات العربية"، اتخذت المملكة قراراً بالتدخل على نحو متزايد.
وأوضح "في مصر والبحرين وسوريا والعراق واليمن، استخدمت السلطة في السعودية المال والعنف في محاولة لثني المنطقة لإرادتها".
وتساءل المركز عما الذي يدفع السياسة الإقليمية للسعودية لاتخاذ هذه المواقف؟ وما هي تكاليف التدخل في شؤون الدول الأخرى؟
وكان الجواب: "على مدى أكثر من 50 عاما، كان يسعى النظام الملكي الداخلي والخارجي في السعودية لحفظ الأمن والاستقرار للنّظام الحالي.
وأضاف المركز: "تواجه المنطقة اليوم تهديدات وخطراً كبيراً، ولكن الواقع هو أن المملكة العربية السعودية هي أخطر من كل شيء. فمهما كانت جدية المخاوف السابقة إزاء الأمن الداخلي والإقليمي للسعودية، والتي يستخدمها القادة السعوديون من أجل تنفيذ أجندتهم في المنطقة والتي يجب أن تخضع للتدقيق والتمحيص، الا أنها لا تستحق خراب المنطقة عليها".
وأكد المركز أن أغلبية المواضيع الداخلية والاقليمية متناقضة وغير ثابتة عند السعودية، وأضاف أن كل هذه المواضيع ليس لها علاقة بإيران.
ومن وجهة نظر المركز فإن المواضيع المتناقضة هي عبارة عن: "تأمين القوة للمستبدين الإقليميين المنحازين للسعودية، ودحر القوى الديمقراطية في أماكن مثل البحرين ومصر واليمن، تشتيت المجتمعات المهمشة تاريخيا والذين لا يرغبون في الخضوع لمطالب الرياض، والأكثر أهمية، ضمان عدم مطالبة مواطنيها بالكثير من الحقوق السياسية وذلك بفرض الضغوط الاعلامية عليهم واخافتهم بالعقوبات التي تصل الى الاعدام".
ويتابع المركز: "ومن أجل استمرار وتوسيع الأجندة المعتمدة في السعودية، أصبحت المملكة عنيفة بشكل متزايد، ويعتبر بعض الخبراء أن استمرار العنف السعودي كان بسبب دعم الدول الغربية وأمريكا للعنف السعودي بل أعطاه قوة وأهمية أكبر. وهي تستطيع أن تقوم بأي شيء دون أي مساءلة.
لقد عانى الآلاف من اليمنيين، البحرينيين والسوريين نتيجة العنف السعودي وذلك جراء دعم النظام الحاكم في السعودية للإرهاب في تلك البلدان".
وأضاف المعهد الأمريكي: "خير دليل على عمق تأثير السعودية في المنطقة وعدم محاسبتها من قبل المجتمع الدولي هو الحرب في اليمن والتي بدأت منذ سنة، حيث قال السعوديون للمجتمع الدولي إن هدف الحرب هو اعادة الشرعية لحكومة هادي منصور".
فيما نقض المركز الأمريكي هذا الهدف وأكد أن السبب الرئيسي للحرب على اليمن هو: "التخريب والدمار، حيث دخلت السعودية في اعصار هي خلقته، فقتلت حوالي 6000 آلاف مواطن يمني أغلبيتهم قتلوا بالصواريخ والقنابل السعودية.
ولم يستطع مجلس الأمن حتى الآن ادانة السعودية رغم مجازر الحرب التي وقعت في اليمن ورغم ادانة المنظمات الدولية لحقوق الانسان".
وأضاف هوفر "أنّ الرياض تدّعي محاربة الارهاب، فيما حربها في اليمن أدت الى تقوية القاعدة وداعش الذين يسيطرون على أماكن واسعة من اليمن وخصوصاً المناطق الواقعة تحت سيطرة "التحالف العربي"، وفي سوريا والعراق كانت النتيجة سلبية أيضاً حيث يسيطر الارهابيون هناك على أماكن واسعة من التراب العربي".
وقال المركز: "إنه على الرغم من كل الأدلة على دعم السعودية لزعزعة الاستقرار في العالم، الا أنّ الدعم الغربي الرسمي للمملكة لم يتغيّر، وخاصة من قبل الولايات المتحدة. وعدم التغيير في المواقف اتجاه السعودية يمكن أن يفسر بعدم رغبة الولايات المتحدة الأمريكية بإثارة أزمة سياسية مع شريك لها منذ عقود.
أيضا يمكن تفسير الدعم الأمريكي للمواقف السعودية وخصوصاً في اليمن بسبب المنفعة التي تتلقاها أمريكا من جراء شراء السعودية للسلاح الأمريكي، وأيضاً باعتبار السعودية الممول الأساسي للنفط في العالم. فليس هناك غنى عنها عندما يتعلق الأمر بالطاقة".
وفي ختام التقرير تساءل المركز الأمريكي: "لقد حان الوقت لدراسة هذه المسألة وهل العلاقات السعودية الأمريكية مبنية على المنفعة المتبادلة؟ هل من المعقول أن ننظر بعيداً في حين شنت السعودية حرباً إقليمية عبر مرتزقتها وقامت بتدمير كل الاصلاحات السياسية المهمة للمنطقة؟".