القاهرة/ نبأ- كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، في تقرير حمل عنوان " السيسي يدافع عن اتفاق التخلي عن جزيرتين للسعودية"، عن مساعي الرئيس المصري الأخيرة لتهدئة الغضب الشعبي المتصاعد عقب تخليه عن جزيرتي "تيران وصنافير" للسعودية.
وأوضح التقرير، سعي الرئيس عبد الفتاح السيسي لتهدئة الغضب الشعبي المتصاعد بسبب قرراه التخلي عن السيطرة على جزيرتي "تيران وصنفافير" في البحر الأحمر لصالح السعودية، مؤكدا أن مصر لا تتخلى عن أراضيها، ولكنها اعادة الحق لأصحابه.
وقال السيسي في كلمة الأربعاء الماضي، خلال اجتماع بعدد من الشخصيات العامة والرسمية:" لم نتنازل عن حبة رمل، والتخلي عن "تيران وصنافير" جاء بعد سنوات من الدراسة، والتفاوض بدأت قبل تولي المنصب.
أعلنت مصر السبت الماضي أن الجزيرتين تقع ضمن المياه الإقليمية للسعودية، بعد يوم من توقيع على اتفاقية على ترسيم الحدود البحرية، وقال السيسي إن الوثائق القانونية تثبت سيادة الرياض على الجزر والتي تديرها مصر منذ عام 1950.
وجاء الإعلان خلال زيارة للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز للقاهرة استغرقت خمسة أيام، سعى خلالها الملك السعودي لتعزيز التحالف بين المملكة ومصر لمواجهة تنامي التوتر مع إيران، ويمهد الإعلان الطريق لبناء جسر بطول 9.3 ميل عبر مضيق تيران، يربط القاهرة بالرياض.
عدد كبير من المصريين بمن فيهم المحامون وسياسيين بارزين، الرئيس السيسي بيع هذه الجزر للسعودية، مقابل إبرام صفقات تجارية وقروض بمليارات الدولارات، لإنعاش الاقتصاد المصري المتدهور منذ وصول السيسي لسدة الحكم.
خالد علي، المحامي البارز في مجال حقوق العمل، والمرشح الرئاسي السابق، طعن في قانونية نقل السيطرة على الجزر، مؤكدا ضرورة أن يوافق عليه البرلمان.
خلال زيارة الملك سلمان، وقعت مصر والسعودية اتفاقيات بقيمة 24 مليار دولارا، تشمل قروضا والاستثمارات لمصر في مجال الطاقة، والرعاية الصحية، وقطاع النقل، ومحاولة لبناء جسر ضخم يربط البلدين عبر البحر الأحمر وتتراوح تكلفته ما بين بـ 3 و 4 مليارات دولار.
وهاجم الرئيس سيسي على منتقديه خلال كلمته اليوم الاربعاء، نافيا أن يكون التنازل عن الجزر لصالح المملكة بدافع سياسي، مؤكدا أن هذه الإشاعات مؤامرة لزعزعة الاستقرار في مصر وتغذيها وسائل الإعلام الاجتماعي التي تنشر معلومات كاذبة لتأجيج الرأي العام ضد الدولة.
وطالب السيسي بعدم الحديث في مسالة الجزيرتين مرة أخرى ، قائلا :" أتمنى عدم الحديث مرة ثانية في هذا الموضوع، إلا أنه اعترف بأن المفاوضات حول الجزر ظلت في طي الكتمان لتجنب الانتقادات العلنية".
ووصف الانتقادات التي تعرض لها بسبب الجزيرتين بأنها :" ضربة في الصدر".
وتقع جزيرتا "تيران وصنافير" في مضيق تيران على مدخل خليج العقبة، وقريبة من ميناء العقبة الاردني ،وايلات الاسرائيلي.
وعام 1950، بعد عامين من تأسيس إسرائيل، طلبت السعودية من القاهرة إدارة الجزر، لأن جاهزية الجيش المصري كانت أفضل لضمان استمرار سيطرة العرب على المضيق.
الجزر أصبحت نقطة ساخنة عام 1967 عندما أعلن الرئيس المصري حينها "جمال عبد الناصر" منع القاهرة جميع السفن التي تحمل البضائع من وإلى إسرائيل من المرور عبر المضيق.
وحينها أعلنت اسرائيل أن الحفاظ على الملاحة في المضيق مصلحة وطنية حيوية، وأي محاولة لمنع ذلك يعتبر عملا من أعمال الحرب، وشنت ضربة عسكرية وقائية ضد مصر مما أدى إلى الاستيلاء على قطاع غزة، والقدس الشرقية، والضفة الغربية، وهضبة الجولان فيما يعرف "بحرب عام 1967".
وبعد معاهدة السلام عام 1979 بين إسرائيل ومصر، تم إعادة الجزر للسيطرة المصرية.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون أمس الثلاثاء إن إسرائيل تلقت تعهدات من مصر والسعودية أن نقل سيادة الجزر لن يؤثر على مرور السفن الإسرائيلية.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن "تل أبيب" حصلت على ضمانات مكتوبة بأن السعودية ستلتزم بمعاهدة كامب ديفيد، والتي تضمن حرية السفن في التنقل.
وخلال حديثه اليوم الأربعاء، تناول الرئيس السيسي أيضا فضيحة أخرى حيث نفى تورط قوات الامن المصرية في وفاة الطالب الإيطالي بالقاهرة، جوليو ريجيني.
جددت وفاة ريجيني الانتقادات الدولية لسجل حقوق الإنسان المصري، ودفعت روما الجمعة الماضية لاستدعاء سفيرها في القاهرة، لعدم وجود تعاون من السلطات المصرية في قضية ريجيني.
وقال الرئيس السيسي إن قتل ريجيني – التي كانت تحمل جثته علامات تعذيب – نفذها "أشرار"، رافضا الاتهامات إيطاليا المتكررة بأن أجهزة الأمن المصرية وراء اختطافه وقتله، مشيرا إلى أن تلك المزاعم روجها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.