السعودية/ وكالات- قال مسؤول رفيع بصندوق النقد الدولي إن الصندوق يرى أن وتيرة تنفيذ خطة التقشف في السعودية ملائمة بشكل عام وليس هناك مجال يذكر أمام الرياض لتخفيف حدة خفض الإنفاق الذي تسبب في تباطؤ حاد للنمو الاقتصادي.
ويضغط هبوط أسعار النفط على ميزانية المملكة وهو ما دفع الحكومة لخفض الإنفاق الرأسمالي هذا العام وتأخير استحقاقات لبعض الشركات كما أعلنت الشهر الماضي عن خفض علاوات ومزايا موظفي الحكومة.
وانخفض نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 1.4 في المئة على أساس سنوي في الربع الثاني من العام مسجلا أدنى مستوياته فيما يزيد عن ثلاث سنوات. ونما القطاع غير النفطي – وهو جزء من الاقتصاد يؤثر بشكل مباشر على مستويات معيشة غالبية المواطنين – بنسبة 0.4 في المئة فقط بعدما انكمش 0.7 في المئة في الربع الأول.
وقال مسعود أحمد مدير إدارة الشرق الأوسط بصندوق النقد الدولي إن قيام الرياض بتخفيف سياساتها التقشفية بشكل كبير ربما يشكل مخاطر لهدفها بتعادل الميزانية خلال نحو خمس سنوات.
وأضاف أحمد في مقابلة مع رويترز "لا أرى مجالا يذكر لتأجيل الانضباط المالي."
وتابع أحمد أن صندوق النقد الدولي يتوقع أن تسجل السعودية عجزا ماليا قدره 13 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام مقارنة تقديرات بعجز 15.9 في المئة العام الماضي. ويتوقع الصندوق أن يبلغ العجز 9.5 في المئة العام القادم.
وتضرر قطاع الإنشاءات بشدة من تأخر الحكومة لأشهر في دفع مستحقات شركات البناء وهو ما جعل بعض الشركات تواجه صعوبات مالية بالغة. وقال أحمد إن تأخير سداد المستحقات "ليس وسيلة مفضلة" لتقليص عجز الميزانية لكن من الصعب فرض تقشف بدون ألم.
ويتوقع الصندوق أن يصل نمو الاقتصاد السعودي إلى أقصى درجات الهبوط هذا العام عند 1.2 في المئة ليتعافى إلى اثنين في المئة في 2017. ويعتقد بعض المحللين من القطاع الخاص أن النمو ربما يقترب من الصفر هذا العام.
وفي تقرير يصدر مرتين في العام عن الاقتصادات الإقليمية نشر هذا الشهر قال صندوق النقد الدولي إنه من الصعب تقدير مدى تباطؤ النمو بفعل سياسات التقشف في الدول الخليجية المصدرة للنفط وإن أي توقعات ربما تتضمن هامشا كبيرا من الخطأ.