واشنطن/ نبأ- تشبه الزيارت المتسارعة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري للمنطقة، الدوران حول نقطة واحدة وهي إنهاء الحرب السعودية على اليمن كإنجاز أخير لباراك أوباما قبيل دخول ترامب البيت الأبيض بسيارته الرئاسية، اذ أعلن عن التوصل إلى اتفاق مبدئي على وقف الأعمال العدائية في السابع عشر من الشهر الحالي، وتشكيل حكومة قبل نهاية العام.
من العاصمة الإماراتية أبو ظبي، بدأ الدخان الأبيض بشأن الأزمة اليمنية بالتصاعد، حيث أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، عن توصل التحالف العربي بقيادة السعودية، وأنصار الله إلى اتفاق مبدئي على وقف الأعمال العدائية في اليمن، خلال 48 ساعة المقبلة.
الوزير الأميركي الذي يعد حقائب الرحيل من الخارجية قريباً، وصل الإمارات آتياً من سلطنة عُمان، بعد زيارة استمرت قرابة 24 ساعة، بحث خلالها جهود التوصل إلى تسوية سياسية، بالتزامن مع وجود وفد صنعاء في مسقط، اذ بحث كيري مع وفد انصار الله سبل التوصل الى الحلول، في البلد الذي يعاني من العدوان منذ 600 يوم.
يوم الخميس في 17 من الشهر الجاري، سيتم وقف الأعمال القتالية في اليمن، هذا ما أكده الوزير الاميركي، الذي رآها مراقبون انها جدية في التحرك، مشيرين إلى أن واشنطن ليست معنية بإراقة ماء وجهها بهكذا خطوة اذا لم يكن هناك مؤشرات جدية، خاصة أن تحقيق الأهداف بالحروب لا أفق لها بحسب الدرس اليمني، خصوصاً مع العمليات العسكرية الأخيرة التي شهدتها الحدود الجنوبية للمملكة والتي أثّرت بشكل مباشر في توجيه بوصلة الحل. فكان اللجوء إلى الخيارات السياسية هو الخيار الوحيد من أجل تجميد العدوان العسكري في الفترة الفاصلة بين انتخاب ترامب وتوليه الرئاسة ريثما تعيد ادارة أوباما ترتيب أوراقها وبلورة سياسات جديدة.
كيري أعلن أن جميع أطراف النزاع في اليمن اتفقوا على العمل لتشكيل حكومة وحدة وطنية يمنية مع نهاية العام الحالي، وهو ما يبدو كلاماً لا أساس له على الأرض حتى الآن، غير أن كيري لم يحدد شكل هذه الحكومة وعلى أي اساس تم الاتفاق، على الرغم من انه ألمح إلى بنود الخطة الأممية الأخيرة التي عرضها المبعوث الأممي اسماعلي ولد الشيخ أحمد، والتي رفضت من قبل جميع الاطراف.
الرفض استمر بعد إعلان كيري اذ أعرب عبد الملك المخلافي عن استغرابه من تصريح كيري، قائلاً أن"التصريح مستغرب ونحن لا نعلم شيئا ولم يتم استشارتنا ولم نكن طرف في أي اتفاق ولايعنيينا أي اتفاق لم نشارك".
مراقبون لفتوا إلى أن خطة ولد الشيخ تضمنت تنازلات استراتيجية بيّنت فشل الحرب بشكل رسمي، كما أنها حملت مؤشرات على رغبة أميركية في إيجاد تسوية ولو مؤقتة للصراع في اليمن ولو على حساب حلفاءها.