واشنطن/ نبأ- قد يكون أمراً طبيعياً للغاية اعتماد دونالد ترامب على أفراد من حزبه في مناصب قيادية نتيجة الثقة الكبيرة التي يوليها الرئيس المنتخب لداعميه طوال حملته الإنتخابية، وهنا يظهر أسم رودي جولياني، أحد داعميه الكبار لتولي منصب الخارجية في الحكومة المقبلة.. وهو الرجل الذي لا يحمل وداً للمملكة السعودية.
بعد الإنتصار الكبير الذي حققه دونالد ترامب، تظهر تساؤلات ملحة حول الأسماء التي سيختارها الرئيس المنتخب لترتيب الإدارة الأميركية الجديدة، وفي هذا الإطار يبرز أسم رودي جولياني لحقيبة الخارجية وكواحد من أهم رموز الحكومة المقبلة.
ومع أن رئيس بلدية نيويورك السابق لم يشغل أي منصب رسمي منذ 15 عاماً ولا يمتلك خبرة كبيرة في القضايا الديبلوماسية، إلا أن جولياني الذي دعم ترامب بقوة لوقت طويل، يبدو الأوفر حظاً لمنصب وزارة الخارجية الأهم بين سائر الوزارات.
كيليان كونواي التي تولت إدارة حملة ترامب ولا تزال ضالعة جداً في المفاوضات حول الفريق المقبل لترامب، أكدت لشبكة "فوكس نيوز" إن اسم رودي جولياني يتدوال بشكل جدي لتولي منصب وزير الخارجية، وهو مؤهل لهذه المهمة ولعمل يمكن أن يؤديه فعلياً بشكل جيد.
وجولياني البالغ من العمر 72 عاماً كان مدعياً فدرالياً في السابق، ومتخصصاً بمكافحة المافيا، وينسب إليه تراجع معدلات الجريمة في نيويورك، كما عرف بترؤسه بلدية نيويورك لسبع سنوات انتهت بعد اعتداءات 11 سبتمبر في العام 2001.
وفي ثمانينات القرن الماضي تولى جولياني منصب عمدة نيويورك، وعرفت المدينة في ذلك وقت تدنياً في مستوى الجريمة، بعدما استطاع جولياني تفكيك عصابات المافيا الإيطالية ومحاكمتهم.
تحفظ القيادة السعودية في ذاكرتها حادثة غير مطمئنة عن المدعي العام السابق وزير الخارجية الأميركية المقبل. بعد هجمات 11 سبتمبر رفض جولياني شيكاً بقيمة 10 ملايين دولار تبرع به الملياردير الوليد بن طلال لمدينة نيويورك، بسبب تصريحات للأمير السعودي بشأن الهجمات الإرهابية على نيويورك، اعتبرها جولياني تبريراً للهجمات.
وقال جولياني في معرض حديثه عن سبب رفضه هبة الأمير السعودي، إن التبريرات لهذا العمل الإرهابي مرفوضة، وأضاف أنه لا يستطيع أن يقبل شيكاً من هؤلاء الذين يدلون بتصريحات غير ودية بخصوص السياسة الأميركية، على غرار ترامب الذي أكد للسعوديين أن زمن رشوة المسؤولين الأميركيين قد ولى.
وبعكس أسلوب بن طلال الذي قلب صفحة الماضي مع ترامب، لم يتغير موقف جولاني إثر خلافه مع الوليد بن طلال، إذ اتهم في أبريل الماضي المملكة السعودية بالتورط في هجمات سبتمبر، مضيفاً أن الشعب الأميركي يحتاج أن يعرف بالضبط ما هو دور الحكومة السعودية في الهجمات.
تقرير هبة العبدالله