السعودية/ نبأ- في بلد تتعدد فيه الطوائف ويغيّم عليه الفقر كنيجيريا، تصبح الوهابية السعودية فيه كبقعة الماء التي تتمدد بصمت، قبل أن تصبح ظاهرة تتجسد في نزاعات مسلحة تغذيها جماعات متطرفة وتكفيرية وجهادية.
خارطة الصراعات داخل نيجيريا تشي بأن هناك 3 أطراف رئيسية، هي الجيش النيجيري والتنظيمات المتشددة المدعومة سعودياً، والحركة الإسلامية بزعامة الشيخ ابراهيم الزاكزاكي. وقد غذت الفرقة بين النيجيريين التحريض السعودية تارة ضد الشيعة أو ضد ما تطلق عليهم أتباع إيران، لمجرد اعتقادهم الديني أو لمجرد النشاط السياسي غير المنسجم مع سياساتها.
يشير مراقبون إلى أن التواجد السعودي تعددت أوجهه وأشكاله في نيجيريا، فالحركات السلفية هناك لديها علاقات قوية نسبياً بالسعودية، وتدعم المملكة حركة "أزالا" ماديًّا بشكل كبير، ما ساعدها على شن هجمات ضد الطوائف الصوفية في البلاد..
يشير مراقبون إلى أنّ زعيم آخر للوهابية ظهر في شمال نيجيريا، وهو جعفر محمود آدم، بدأ واعظاً للشباب في أزالا، وتخرج في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1993، وعاد لنيجيريا ليصبح عالماً سلفياً..
حالة التوتر الطائفي أسفرت، بحسب تحقيق قضائي في أغسطس، عن مقتل المئات من أفراد الحركة الإسلامية دفنوا في قبور جماعية بعدما أقدم الجيش النيجيري في ديسمبر العام الماضي على ارتكاب مجزرة أثناء تشييع..
الولايات المتحدة عبرت قبل أيام عن قلقها جراء القتلى في صفوف النيجيريين الشيعة خلال اشتباكات مع الشرطة في وقت سابق من الأسبوع الماضي، ووصفت ما جرى بأنه رد فعل غير مناسب على ما يبدو من الشرطة.
التقارير تؤكد أن المواجهات التي تتم بين الجيش النيجيري والحركة الإسلامية، لا تبتعد كثيراً عن دائرة المواجهة بين الرياض وطهران، فتقارير عسكرية من الجيش النيجيري تشير إلى أن هناك تغلغلاً سلفياً داخل الجيش النيجيري، وهو ما أشارت إليه صحيفة واشنطن بوست قبل مدة، على أن ثمة علاقة لأهم رواد السلفية النيجيرية مع ساسة السعودية، كما أكدت أن عددا منهم تخرجوا من الجامعات الدينية في المملكة، فضلاً على الصلات الفكرية بين بوكو حرام والسعودية.