في حين تمعن السعودية في انتهاك قوانين الحرب في اليمن، ارتأت الادارة الأميركية تعليق بيع المملكة الأسلحة الموجهة، في ظل تدهور صورة السلاح الأميركي بيد القوات السعودية أمام اليمنيين، إذ وصف الباحث الأميركي سايمون هندرسون الجيش السعودي بأنه “نمر من ورق” على الرغم من امتلاكه أفضل التجهيزات العسكرية في العالم.
تقرير رانيا حسين
لا يزال قرار البيت الابيض القاضي بتعليق بيع السعودية معدات عسكرية متطورة، يثير التساؤلات حول دوافعه وتوقيته. فالذريعة التي تذرعت بها إدارة الرئيس باراك أوباما كانت وجود مخاوف من عدم دقة الضربات الجوية المستهدفة التي تقوم بها المملكة، والتي تسبب في إيقاع الكثير من الضحايا المدنيين في اليمن.
واعتبرت مجلة “ناشيونال ريفيو”، في تقرير لها، أن هذا التعليق “يعكس سياسة اوباما المرتكزة على الأنا والوهم فقط”، مضيفة أن واشنطن “ستواصل دعم بعثات التزود بالوقود للطائرات السعودية التي تضرب أهدافاً في اليمن”.
ورأت أوساط غربية أخرى أن القرار يعكس الإحباط العميق داخل الإدارة الاميركية من ممارسات السعودية في حرب اليمن، التي راح ضحيتها حتى الأن أكثر من 10 آلاف شخص، فضلاً عن تدمير البنية التحتية والتسبب بأزمات إنسانية في أفقر بلد في الشرق الأوسط.
بدورها، اعتبرت صحيفة “هفنغتون بوست” أن القرار “يصب المزيد من الزيت على توتر العلاقات بين واشنطن والرياض في الأيام المتبقية من إدارة أوباما، ويثير تساؤلات عدة عن شكل العلاقات خلال الإدارة الأميركية المقبلة”.
في سياق متصل، لفت سايمون هندرسون، وهو مدير “برنامج الخليج وسياسة الطاقة” في “معهد واشنطن” الانتباه إلى أن هذا الإجراء غير المتوقع “جاء في أعقاب تجميد مبيعات القنابل العنقودية في وقت سابق من هذا العام” 2016م.
وأشار هندرسون إلى أن الجيش السعودي “يعتبر من الناحية النظرية أحد أفضل الجيوش تجهيزاً في العالم، لكنه في واقع الأمر نمر من ورق، شكّل خيبة أمل كبيرة لمورّديه الأجانب، وأكبرهم الولايات المتحدة”، مشيراً إلى “أداء سلاح الجو السعودي الضعيف فضلاً عن فشل القوات البرية السعودية في حماية المنطقة الحدودية مع اليمن”.