دمشق- وكالات- قال الجيش العربي السوري إنه استعاد السيطرة على مدينة حلب بالكامل يوم الخميس، بعد أن غادرت آخر مجموعة من مسلحي المعارضة المدينة مما يمنح الرئيس بشار الأسد أكبر انتصار له في الحرب.
وأعلن الجيش "عودة الأمن والأمان" إلى حلب منهيا أربع سنوات من سيطرة مسلحي المعارضة على أجزاء من المدينة الواقعة في شمال سوريا.
وجاء في بيان للجيش إن النصر يمثل نقطة تحول مهمة.
وقال الأسد إن استعادة حلب نصر يشاركه فيه حلفاء سوريا الروس والإيرانيون.
وفي الجزء الغربي من المدينة الذي ظل تحت سيطرة الحكومة طيلة الحرب انطلقت الأعيرة النارية ابتهاجا وأطلقت الألعاب النارية وكانت هناك مظاهر احتفالية بالشوارع مساء الخميس حسبما ذكر شهود. ورددت الحشود الأغاني ورقصت ولوحت بالأعلام وبصور الأسد وهتفت بشعارات تشيد بالجيش والرئيس.
وذكر التلفزيون الحكومي أن آخر مجموعة من مسلحي المعارضة وأسرهم غادروا يوم الخميس جيبا صغيرا كانوا يتحصنون فيه في حلب بموجب اتفاق يمنح الجيش وحلفاءه السيطرة الكاملة على المدينة.
وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى إجلاء 34 ألفا على الأقل من المدنيين والمسلحين من شرق حلب في عملية استغرقت أسبوعا وعرقلها طقس شتوي شديد البرودة. لكن المنظمة الدولية تشير إلى بقاء آلاف آخرين.
وذكر التلفزيون الرسمي أن المرحلة الأخيرة من عمليات الإجلاء انتهت عندما تحركت قافلة تقل نحو 150 شخصا بينهم مقاتلون وأفراد أسرهم باتجاه المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة خارج المدينة.
وبثت وسائل الإعلام الرسمية لقطات لقافلة تعبر نقطة الراموسة في جنوب حلب إلى الراشدين في ريف حلب الواقع إلى الجنوب الغربي من المدينة مباشرة.
وقال متحدث باسم جماعة أحرار الشام المعارضة "منذ فترة قصيرة وصلت المجموعة الأخيرة القادمة من حلب إلى الريف الغربي."
وفي الوقت ذاته وصلت حافلتان تقلان أناسا من قريتي الفوعة وكفريا المؤيدتين للحكومة والتي يحاصرهما مقاتلو المعارضة في محافظة إدلب إلى مناطق تقع تحت سيطرة الحكومة في حلب.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه تم نقل 900 شخص إجمالا من القريتين إلى الأجزاء التي تسيطر عليها الحكومة من حلب خلال عملية الإجلاء التي استمرت أسبوعا.
وكانت قوات الحكومة قد أصرت على أن يشمل اتفاق الإجلاء من حلب القريتين أيضا.
وبموجب اتفاق توسطت فيه تركيا وروسيا نقلت قوافل من الحافلات والسيارات آلاف المدنيين والمقاتلين إلى خارج جيب المعارضة في حلب باتجاه مناطق للمعارضة خارج المدينة منذ أواخر الأسبوع الماضي.
وقال أحمد الدبيس وهو عامل في الإغاثة الطبية يقود فريقا مكلفا بإجلاء المرضى من حلب "تم إنجاز المهمة. انتهت عملية الإخلاء وخرجت آخر حافلة."
وكان الأسد قد قال إن المعركة لم تنته بعد وإن قواته المسلحة ستواصل الزحف على مناطق أخرى تسيطر عليها المعارضة.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا "ذهب كثيرون منهم إلى إدلب التي يمكن أن تصبح حلب التالية."
وأضاف أن وقف الأعمال القتالية في مختلف أنحاء سوريا ضروري لتفادي معركة شرسة أخرى كتلك التي شهدتها حلب.
وفي تصريحات أدلى بها الأسد بعد اجتماعه مع وفد إيراني رفيع قال، إن الانتصارات الميدانية "خطوة أساسية في طريق القضاء على الإرهاب في كامل الأراضي السورية وتوفير الظروف الملائمة لإيجاد حل ينهي الحرب."
وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، إن الضربات الجوية الروسية في سوريا قتلت 35 ألفا من مسلحي المعارضة ونجحت في وقف سلسلة من الثورات في الشرق الأوسط.