أخبار عاجلة
وجد أردوغان في تقاربه مع روسيا مصلحة اقتصادية وسياسية

تركيا تكسب ما تخسره السعودية في سوريا

نبأ (خاص) – بقيت المسافة السياسية متباعدة بين تركيا والسعودية بسبب الموقف التركي المتغير اتجاه سوريا، حيث استطاعت موسكو وطهران ربط أنقرة بمسارهما وبالتالي إبعادها عن المعسكر الخليجي صاحب الدعم المستمر للمجموعات المسلحة التي تقاتل النظام السوري وحلفائه.

قد تنجح لقاءات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في أنقرة مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو والرئيس رجب طيب أردوغان في ترطيب الأجواء بين المملكة وتركيا، لكن التموضع التركي في سوريا المُنتظِر لحصة ما في التسوية السورية بات يطغى على خطط الحلف القديم مع دول الخليج بقيادة السعودية في قلب المعادلة في سوريا، حيث يواصل النظام وحلفاءه هزيمة المجموعات المسلحة على أكثر من جبهة.

وترى الخبيرة في الشؤون التركية الدكتورة هدى رزق في مقابلة مع “نبأ” أن “هناك مشكلة عند حلفاء تركيا الخليجيين الذين كانت لهم مشاركة كبيرة في الحرب في سوريا، يرون اليوم بأن تركيا هي المستفيد الأكبر من أية تطورات في سوريا، فلذلك هم يعترضون على هذه المسألة ويتبلور اعتراضهم عسكرياً من خلال دعمهم الحركات من “جبهة النصرة” وغيرها”.

لا تريد السعودية أن تتفرد تركيا مع روسيا وإيران في رسم التسوية في سوريا، ولذلك ستحاول الضغط بكل الأوراق الممكنة لتغيِّر، أو تعدل، أنقرة من سلوكها في الأزمة السورية. تؤكد ذلك رزق بقولها إن دول الخليح “لديها شروطها أيضاً حتى في أستانة ومختلفة عن الشروط التركية لأنهم يعتقدون أن تركيا أصبحت اليوم في مكان مختلف، أي أصبحت حليفة روسيا وهي متفاهمة مع إيران في الشأن السوري، بينما هم يعترضون على التفاهم مع الإيرانيين ولديهم مصالح يعتقدون بأن تركيا تأخذها من دربهم”.

وتقول رزق: “السعودية تعتبر أن سوريا بلد عربي وأن لها حقوقاً كبلد عربي في سوريا، وتعتقد أيضاً أن تركيا يمكن أن تكون مقاولاً ولكن هي (السعودية) تريد أن تكون لها مكتسبات وليس لتركيا إلا مكتسبات حدودية”.

وتدل الزيارة المرتقبة لأردوغان إلى منطقة الخليج، والتي ستشمل السعودية وقطر والبحرين، بعد أيام قليلة، على أن المصالح مستمرة مع هذه الدول، لكن لأردوغان مصلحة متنامية مع روسيا يعززها مشروع بناء أنبوب الغاز “تورك ستريم” المشترك، الذي سيمد الاتحاد الأوروبى بالغاز في نهاية المطاف، والذي أقره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الثلاثاء 7 فبراير/شباط 2017.