السعودية/ نبأ- كشفت صحيفة "عكاظ" المحلية، حكاية مواطن سعودي من جنوب جدة، يحمل جواز سفر صادر في عام 1990، ويقول إنه لم يكن يتوقع أن يكون جواز سفره هذا آخر وثيقة رسمية يحصل عليها.
ويضيف المواطن علي المهدي أن القوانين السائدة في حينه لم تسمح له باستخراج بطاقة شخصية بسبب سنه الصغير، مشيرا إلى أن كل أشقائه حصلوا على هذه البطاقة انطلاقا من أنهم جميعا يكبرونه سنا.
لكن الجهات المختصة أصدرت للمواطن السعودي علي المهدي سجلا مدنيا في أحوال منطقة نجران، لكن دون إصدار بطاقة هوية حتى اللحظة، علما أنه كان يعيش في كنف عائلة من البدو الرحل الذين يغيّرون أماكن إقامتهم حسب مواسم الرعي.
لكن مشكلة المهدي الحقيقية حسب وصفه بدأت بعد زواجه من ابنة عمه، إذ لم يتسنّ له توثيق الزواج بشكل رسمي لعدم امتلاك المواطن بطاقة هوية.
وظل الحال على هذا المنوال حتى بعد أن رُزقت الأسرة الصغيرة بـ 5 أبناء (ولدان و3 بنات).
ومن فصول المعاناة التي مرّ بها الزوجان عدم قدرتهما على الاستفادة من خدمات التوليد في مستشفيات المملكة، لعدم وجود مستند رسمي يثبت زواجهما، لتطال هذه المعاناة أبناء مهدي المحرومين من التعليم والرعاية الصحية، بل لم يتمكّن الرجل من تطعيم أبنائه ضد الأمراض.
علاوة على ما تقدم تفاقمت مشاكل المهدي وهو ما تجلى بعجزه عن العثور على أية وظيفة تُذكر، ما جعله وأسرته يعيشون على الإعانة، بالإضافة إلى أن الديون تراكمت على ربّ هذه الأسرة، بما فيها المتعلقة بإيجار الشقة الصغيرة التي يقطنها.
هذا وطالب علي المهدي المسؤولين بالبت في مشكلته ومساعدته للخروج من المأزق الذي هو فيه مشددا على أن لديه رقم سجل مدني، وأنه يجهل "السبب الحقيقي" وراء عدم منحه الهوية الوطنية ليتمكن من العيش في بلده شأنه في ذلك شأن أي مواطن، مؤكدا أنه ابن الوطن "المعطاء" الذي لا ينقصه سوى بطاقة أحوال شخصية على نفس رقم السجل المدني.
من جانبه قال المتحدث الرسمي باسم الأحوال المدنية محمد الجاسر إنه "سوف يستفسر عن سير المعاملة ويتواصل مع المراجع وإفادته بما يتخذ من إجراءات نظامية"، كما جاء في الصحيفة.