اتهمت موسكو الدول الغربية بالتزام الصمت إزاء الوضع الإنساني الكارثي في اليمن، معربة عن قلقها من خطط “التحالف” بقيادة السعودية لاقتحام ميناء الحديدة.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان أصدرته يوم الإثنين 13 مارس/آذار 2017، “إن الوضع في البلاد يتحول إلى كارثة كبرى من جراء موجة جديدة للتصعيد، وتم تأكيد هذه التقديرات المرعبة خلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم 10 مارس/آذار من قبل نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفين أو براين”.
وأوضحت الوزارة أن “المعلومات التي قدمها صادمة، حيث وصف المسؤول الأممي الوضع في اليمن بشكل مباشر بأكبر أزمة إنسانية في العالم”، مشيرة إلى أن “المعارك بين الأطراف اليمنية والتي تجري بمشاركة مباشرة من قبل التحالف الذي تقوده السعودية منذ أواخر مارس/آذار، أسفرت على أقل تقدير، عن مقتل ما لا يقل عن 7.5 ألف شخص وإصابة 400 ألف آخرين، فيما يظل 19 مليون شخص(يمني) في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، ويعاني أكثر من 7 ملايين من نقص التغذية، وغالبيتهم أطفال”.
وفيما ذكّرت بأن “مليوني يمني شردوا من أماكن إقامتهم، ومنهم 62 ألفاً أجبروا على ذلك خلال شهر ونصف الشهر الماضيين”، أشارت إلى أن “الكثير منهم لا يستطيعون إيجاد مأوى ويقيمون تحت سقف السماء، وذلك علاوة على عشرات آلاف النازحين واللاجئين”.
كما أكدت أن “أكثر من 48 ألف شخص فروا من مدينة المخا اليمنية خلال الشهرين الماضيين بسبب هجوم قوات التحالف الدولي”. ووصفت الوزارة الغارات التي نفذها “التحالف” على سوق خضار في مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة، يوم 10 مارس/آذار، وأدت إلى مقتل عشرات المدنيين وإصابة عشرات آخرين، بـ”مقطع دموي جديد” في عملياته.
من جهة أخرى، أعرب البيان عن أن لدى موسكو “قلقاً بالغاً تثيره المخططات لاقتحام مدينة الحديدة التي تمثل أكبر ميناء في اليمن”، موضحاً أن “المعارك في هذه المنطقة لا مفر من أن تؤدي إلى نزوح جماعي للسكان المحليين بل وإلى القطع العملي لعاصمة البلاد، صنعاء، عن إمدادات توريد المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية”، ما سيسفر عن تداعيات كارثية.
وتابعت الوزارة قائلة: “تستمر الغارات الجوية بإلحاق أضرار ضخمة للبنية التحتية المدنية في اليمن، وتم تدمير عدد كبير من المدارس والمستشفيات ومواقع النقل، فيما أصبح توريد المواد الغذائية والوقود إلى البلاد أمرا بالغ الصعوبة بسبب الحصار الجوي المتواصل والقيود التي يجري فرضها بشكل عشوائي على عمليات النقل البحرية”. وحذرت أيضاً من أن هناك “نقصاً حاداً في الأدوية مما قد يؤدي إلى موت كثير من اليمنيين من جراء أمراض يمكن معالجتها”.
وشددت على أن “هذه الفوضى تستفيد منها إرهابيو تنظيمي داعش والقاعدة، الذين عززوا مواقعهم في مختلف أنحاء البلاد وفي جنوبها على وجه الخصوص، الأمر الذي يزيد من صعوبة الوضع الإنساني في اليمن”.
وقالت الوزارة: “هذا الوضع لا يطفو تقريبا على السطح في تقارير الإعلام الغربي ومواد المنظمات الحقوقية غير الحكومية”، معتبرة أن “الغرب لا يبدي اهتماماً به كذلك في المنصات الدولية، الأمر الذي يختلف بشكل حاد مع نشاطه المفرط للغاية بشأن سوريا”.