طهران/ نبأ أعلن وزير الخارجية الايرانيّ محمد جواد ظريف أنّ إيران قادرة على “إنشاء علاقات جيدة مع السعودية ولا يجدر بها أن تفك كل إمكانية للارتباط معنا”.
ودعا ظريف، في مقابلة مع قناة “الميادين” التلفزيونية، الدول الخليجية وفي مقدمها السعودية إلى “العمل معاً والتعاون بهدف ضمان السلام في المنطقة وإحلاله في البحرين واليمن، والسماح للشعب السوري باتّخاذ خياراته الخاصة وأن يقرّر مصيره”.
وإذ أكد إن السعودية وإسرائيل “حاولتا منع التوصل إلى الإتفاق النوويّ قبل توقيعه ثم حاولتا عرقلة تنفيذه لاحقاً”، شدد على أنّ إسرائيل “هي التهديد النوويّ الأكبر بالنسبة إلى المنطقة والعالم”، ودعا جيران إيران في المنطقة “ألا تستمد أمنها من مصادر خارجية”، مضيفاً” أعتقد أن مثال لبنان حيث الشعب اللبناني سُمح له أن يتّخذ قراره هو مثال يبرهن عن نجاحه”.
ورداً على سؤال عن موقف إيران من إمكانية قيام حلف عسكري بين دول الخليج وإسرائيل لمواجهة إيران، أجاب ظريف قائلاً: “سيكون من المؤسف أن نرى بلداناً إسلامية تصطف الى جانب بلدان أخرى تروّج لعداوة بين البلدان الإسلامية، فإيران صديقة العالم الإسلامي وهي في قلب العالم الإسلامي ونحن مستعدّون للتعامل معهم في إطار مستند الى الإحترام المتبادل، وإذا ما عدتم الى صفحات التاريخ لم نقم بدعم أو ارتكاب أية عملية عدائية ضد أي من الجيران وكنّا قد سبقنا مجلس التعاون الخليجي للتنديد باجتياح صدّام حسين للكويت، ولكنّهم دعموه في ٨ سنوات حربٍ على إيران”.
وبعد سؤاله عن احتمال أن تتخلى إدارة ترامب عن الإتفاق النووي، رأى ظريف أن “من المهم بالنسبة للإدارة الجديدة وأعتقد أنها عاجلاً أم آجلاً ستتيقّن أن الخيار الأمثل هو تطبيق ما جاء في الإتّفاق النووي”، نافياً وجود ما أشيع عن اتصالات جرت بينه وبين الخارجية الأميركية، مشيراً إلى أن الاتصالات القائمة “مرتبطة بقنوات الاتصال المفتوحة في إطار تطبيق الإتّفاق النووي مع الأميركيين والأوروبيين والروس والصينيين، وتحديداً في إطار ما يسمى بالهيئة المشتركة”.
من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الإيراني إن بلاده ستكون جاهزة لأي احتمال ومنها تخلي الإدارة الأميركية عن الاتفاق النووي.
وحول مستقبل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، أبدى ظريف عدم اقتناعه بجهوزية إسرائيل للتقيّد بالخيار السلمي، مضيفاً أن طهران “مستعدة لتقديم الدعم لكل الفلسطينيين بما فيها السلطة بهدف تحقيق الوحدة الوطنية والتوصّل الى تشكيل جبهة موحّدة في وجه الاعتداءات، والاسترداد الكامل لحقوق الفلسطينين”، مستبعداً شنّ حرب إسرائيلية على لبنان أو غزة.
وفي ما يتعلق بالأزمة السورية أكد وزير الخارجية الإيراني إن طهران “تساعد كل من يحارب الإرهاب، مساعدتنا في سوريا جاءت في إطار محاربة “داعش” و”جبهة النصرة” والمنظّمات النظيرة، وذلك يستند الى ركائز سياستنا الخارجية”، مضيفاً القضاء على داعش في حاجة لجهد عالمي منسق. أما حول ما يثار عن تباين في وجهات النظر بين إيران والحكومة السورية وروسيا رأى ظريف أنه أمر طبيعي”.
وقال وزير الخارجية الايرانيّ إنّ “تركيا جارة مهمة لبلاده وإنه تربطهما علاقة صداقة ولكن عليها منع المنظمات الإرهابية من التمويل والحصول على العتيد والعتاد”، مشيراً إلى أنّ “أنقرة طرف أساسيّ وفاعل في المنطقة”.
وفي الختام، اعتبر ظريف أن الانقسام بين السنّة والشيعة “لا يخدم مصلحة أية جهة إلا إسرائيل، حاثاً المسلمين العودة إلى “الكثير من المبادئ التي توحّدنا وأن يعملوا على تعزيزيها بدلاً من أن يصرّوا على بعض الإختلافات التي يمكن تشويهها من جانب الديماغوجيين بهدف تقسيمنا وسفك دمائنا”.