في وقت ينتظر أن يصوّت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار يطلب من الحكومة السورية التعاون مع تحقيق دولي في الهجوم الكيميائي، بحثت روسيا والولايات المتحدة مجريات التصعيد الأميركي في سوريا بعد الضربة التي استهدفت مطار الشعيرات.
شغلت الضربة الأميركية التي استهدفت قاعدة الشعيرات في سوريا، العالم بأسره، من مجلس الأمن إلى الدول الكبرى العاملة على قطف ثمار الانتصارات التي يحققها الجيش السوري والحلفاء على التنظيمات الإرهابية.
تصدّرت سوريا لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مع نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون، الذي يزرو موسكو لأول مرة بشكل رسمي، إذ شدد لافروف على أهمية منع تكرار الضربات على سوريا و إيضاح آفاق التعاون مع واشنطن، مؤكداً رفض بلاده مبدأ التعاون على أساس "إما معنا أو ضدنا".
لافروف وخلال الإجتماع مع تيلرسون، شدد على أن بلاده أكدت مرارا استعدادها للحوار البناء مع واشنطن، والتعاون لمراعاة المصالح المتبادلة، مستنكراً التصريحات الغامضة والمبهة أحيانا للمسؤولين في واشنطن تثير لديهم التساؤلات، ليرد الوزير الاميركي بتهرب من التساؤلات، مشيرا إلى آماله بتوضيح ما أسماه اختلافات بين الجانبين وتقليصها وفق تعبيره، مشيرا إلى ضرورة تعزيز الحوار بين موسكو وواشنطن.
وتأتي زيارة تيلرسون، بالتزامن مع اعلان موسكو عن اجتماع ثلاثي مع دمشق وطهران لبحث مستجدات سوريا في ظل التصعيد الأميركي على خلفية الادعاءات حول استخدام الأسلحة الكيماوية في خان شيخون شمال غرب إدلب السورية.
وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان، بدوره، أوضح أن على الإرهابيين أن يفهموا إنه لايمكنهم التمادي في جرائهم أكثر، مؤكداً أن على الأميركيين ان يعلموا بأن تكرار العدوان سيكلفهم الثمن باهظا وعليهم أن يعلموا أن اجراءاتهم لن تبقى دون جواب.
من جهته، أعلن رئيس هيئة العمليات التابعة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، سيرغي رودسكوي عن أن المعلومات التي تتداولها وسائل الإعلام حول اتهام السلطات السورية باستخدام أسلحة كيماوية في إدلب، مشكوك في صحتها، الأمر الذي أكده اللواء الركن محمد الشهاوي رئيس أركان الحرب الكيميائية السابق ومستشار كلية القادة والأركان في الجيش المصري، مشيرا إلى أن صور الأطفال في خان شيخون “مفبركة”، ونفى بشكل قاطع أن تكون العوارض الظاهرة في الصور وبعض الفيديوهات هي عوارض التعرض لغاز “السارين”.