نبأ نت | ضربة أخرى يسدّدها الملك سلمان لولي عهده محمد بن نايف في إطار تقليص صلاحياته تمهيداً لوصول مريح لنجله محمد بن سلمان ولي ولي العهد، إلى العرش.
تقرير فايز محمد
أمر ملكي جديد يهدم جداراً آخر في معبد بن نايف، بإلغاء هيئة التحقيق العام واستبدالها بجهاز النيابة العامة التابع للملك. كان أمراً ملكياً صدر في 22 إبريل/نيسان 2017 يقضي باستحداث “مركز الأمن الوطني” ويتبع الملك أيضاً.
لم تكن تلك أوامر محض بيروقراطية، أو حتى ذات صلة بمشروع التطوير الإداري والهيكلي في الدولة المتهالكة مؤسساتياً، ولكنه المُلك الذي سوف يأخذه ابن سلمان من عيني ابن عمه محمد بن نايف.
يعيد الأمر الملكي الجديد الى الذاكرة سلسلة الأوامر الملكية التي أصدرها الملك سلمان في 29 إبريل/نيسان 2015 بضم ديوان ولي العهد إلى الديوان الملكي، ليشرع الباب واسعاً أمام أوامر ملكية متعاقبة لناحية تهميش دور ولي العهد محمد بن نايف.
بعد عودة الملك سلمان من زيارة الولايات المتحدة للقاء الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في 5 إيلول/سبتمبر 2015، أصدر أمراً ملكياً بإعفاء سعد الجبري وزير الدولة العضو في مجلس الشؤون السياسية والأمنية الذي يرأسه محمد بن نايف. والجبري يمثّل الذراع الأيمن لابن نايف، وكان مستشاراً أمنياً له ومسؤولاً عن ملفات أمنية بالغة الحساسية.
فهم إبن نايف الرسالة من وراء إعفاء الجبري، وقرّر التعبير عن سخطه بطريقة هادئة، حيث كان يمضي أوقاتاً طويلة في رحلات صيد الحباري في صحراء الجزائر.
تآكلت صلاحيات ابن نايف الواحدة تلو الأخرى، فكان تعيين أحمد بن فهد بن سلمان، في منصب نائب أمير المنطقة الشرقية مؤشراً واضحاً على أن الجناح الآخر الذي يعتمد عليه محمد بن نايف بات على وشك الزوال، فيما شكّل تعيين خالد بن سلمان، نجل الملك، في منصب سفير في واشنطن فصلاً جديداً في العلاقة الخاصة بين واشنطن والرياض في عهد الرئيس الأميركي ترامب الذي لن يتردد في الانحياز لمن يدفع أكثر.
خطة إزاحة محمد بن نايف عن طريق محمد بن سلمان للوصول إلى العرش تجري بهدوء، وبالتدريج، وليس هناك ما يمنع الملك من تتويج إبنه ملكاً متسلّحاً بنظام أساسي يخوّله مزاولة سلطات لا حصر لها، وهو صانع القرار الوحيد في المملكة الشمولية.
لا ريب أن الأوامر الملكية سوف تعزّز من سلطة الملك، وإذا ما ضحك القدر لابن نايف فإنه سوف يرث ملكاً عضوضاً لم يكتب لمن سبقه، ولكن هل سوف يمهل سلمان ابن شقيقه كيما يأكل طبق العرش بارداً؟ لكن من سوء حظ إبن سلمان أن الرياح دائماً تهب عكس ما تشتهي سفنه، وحتى الآن لم يخض معركة رابحة.
ويبقى السؤال عالقاً في توقيت الضربة الأخيرة التي تطيح إبن نايف؟ فهل يفعلها سلمان قريباً قبل أن يعاجله الأجل؟