لم تقتصر نتائج الحملة التي تقودها السعودية ضد قطر على الخسائر الاقتصادية أو السياسية في المنطقة، بل تعدتها إلى حد تهديد قيام التحالف السني-الإسرائيلي-الأميركي ضد إيران، والذي جهدت واشنطن في الترويج له خلال الفترة الماضية.
ترجمة وتحرير رامي الخليل
كشفت الأزمة القطرية مكامن الخلل التي تحول من دون نجاح الولايات المتحدة في إنشاء تحالف مناهض لإيران يضم إلى جانب إسرائيل دولاً عربية وخليجية، خاصة بعدما غابت قضية الصراع العربي الإسرائيلي عن الواجهة، ولإن جهدت واشنطن في مساعي الحشد للتحالف المناوئ لطهران، وجدت أنها أمام مهمة مستجدة تتمثل برأب الصدع بين قطر والدول التي تدور في المحور السعودي.
مجلة "ناشيونال انترست" المتخصصة في الشؤون الخارجية الأميركية نشرت تقريراً مطولاً أوضحت فيه أن أزمة قطر زعزعت إمكانية قيام التحالف السني-الإسرائيلي ضد إيران، وقد أثبتت الأزمة في الاصطفافات التي أفرزتها أن وزير الحرب الإسرائيلي السابق موشيه يعالون كان مخطئاً عندما أكد أن الدول العربية السنية، تقف إلى جانب إسرائيل ضد إيران، خاصة في ظل رفض الكويت وعمان وتركيا الإنضمام إلى السعودية، فضلاً عن اتخاذ الأردن موقفاً متمايزاً عن الدول التي رضخت للسعودية.
التقرير الذي أعده محلل السياسة الخارجية مارك بيري، أوضح أن الخلاف بين السعودية وقطر أثار استياء صانعي السياسة في واشنطن، وفيما حاولوا إصلاح الأضرار الناشئة عن الأزمة، وجدوا أن الصراع العربي الإسرائيلي الذي نجحوا في تغييبه لسنوات عدة، عاد إلى الصدارة بوصفه محور المشكلة الأساس في الشرق الأوسط، يأتي ذلك فيما لم يعد خافياً وجود اتفاقات سعودية -إسرائيلية مشتركة لمواجهة إيران التي يعتبرونها عدوهم الأول، وهي الدولة الداعمة لحركات المقاومة ضد إسرائيل، الكيان الذي يحتل ثالث أقدس الأمكنة لدى المسلمين.
بيري ذكر أن السعودية واسرائيل تجهدان في دفع الولايات المتحدة لمواجهة إيران، وعلى الرغم من أن واشنطن ترى في طهران تهديداً لمصالحها في المنطقة، إلا أن أولويتها تنصب على مكافحة تنظيم "داعش"، والذي يُعد ثانوياً بالنسبة للرياض وكيان الإحتلال. وفي هذا، يجد بيري أن التحدي الذي أفرزته الأزمة القطرية أمام إدارة ترامب يتعلق بكيفية التعاطي مع الأجندة الحقيقية للسعوديين والإسرائيليين، والتي تتمثل بقتال إيران، حتى آخر قطرة.. من الدم الأميركي.