نبأ نت | تقترب قطر أكثر من إيران وتبتعد عن دول الخليح التي تحاصرها، وتُظهِر بالتالي رفضاً لقائمة مطالبها التي اشترطت تلبيتها لإعادة العلاقات مع الدوحة إلى حالها السابق.
ويبدو أن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني مطمئن إلى موقفه في الأزمة الخليجية، يعوِّل على دعم إقليمي أبرزه من إيران، التي أعلن أمير قطر أنّه مستعد لـ”تنمية شاملة” للعلاقات معها، والتعاون لحل مشاكل العالم الإسلامي، وذلك بعد موقف تركيا المنحاز لقطر، وتمسكها بالقاعدة العسكرية التركية على أراضيها.
ويأتي تأكيد أمير قطر للرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال اتصال هاتفي معه يوم الأحد 25 يونيو/حزيران 2017، بأن الدوحة “منفتحة على التعامل والتعاون مع إيران”، وأن العلاقات بين البلدين “كانت قوية ومتنامية”، بمثابة رد قوي على السعودية وحلفائها، وهو إعلان تحدٍ للرياض.
أما روحاني، فأكد لأمير قطر وقوف بلاده حكومة وشعباً إلى جانب حكومة وشعب قطر، وقال له: “إيران لا يمكن أن تقبل بمحاصرة قطر، وهي تفتح كل حدودها البحرية وأراضيها وأجوائها أمام الدوحة”.
وبالرغم من أن موقف واشنطن من الأزمة الخليجية يعتمد على المصلحة والمداراة، فإن اعتبار وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أن بعض المطالب سيكون من “الصعب جداً” على قطر أن تنفذها، ودعوته إلى الجلوس والحوار لحل المشاكل في الخليج، أمران يجعلان موقف واشنطن غير حاد من قطر أولاً، ولا يصب تماماُ في المجرى الذي تريده الرياض وهو الصدام مع الدوحة. كذلك، فإن لقطر متنفساً إلى العالم العربي، مثلأً في المغرب، التي تحدث ملكها محمد السادس لأمير قطر عن “علاقات التعاون المثمر والتضامن الفاعل التي تربط بلدينا”.
وعلى الجانب الاقتصادي للأزمة، تتمسك قطر بالحصول على بدائل للمواذ الغذائية والتجارة والطيران، عبر الأجواء التركية والإيرانية، خاصة بعد إعلان إيران أن عدداً من الموانئ مخصص لإيصال المواد الغذائية إلى قطر. وبدورها، أعلنت قطر، على لسان مصدر مسؤول في “غرفة قطر”، الأحد، لموقع “الجزيرة” على الإنترنت، أن أي بضاعة منشأها دول الحصار “ستكون مرفوضة وفق وجهة نظر القطاع الخاص، وإن شُحنت من بلد آخر”.
ستصبح الأمور أكثر وضوحاً من الآن فصاعداً، فإذا اختارت السعودية وحلفاؤها المواجهة مع قطر عبر التدخل العسكري، فإن النتائج لن تكون مضمونة لمصلحتها، بالنظر إلى الوجود العسكري التركي والمصالح الأميركية في قطر، ودعم إيران لها. ويبقى للدول التي تحاصر قطر، إذا أرادت تجنب الانزلاق إلى مواجهة عسكرية، تشديد الحصار عليها، والذي لا يبدو أنه سيؤدي إلى تراجعها.
ويمكن القول إن الوقت ليس لمصلحة السعودية التي غرقت في عدوانها على اليمن المستمر منذ أكثر من عامين، ووجود احتمال أن ينقل الجيش اليمني و”اللجان الشعبية” المواجهة إلى مرحلة جديدة مكلفة للسعودية، ولولي عهدها الجديد محمد بن سلمان المعروف بتهوره، ومن غير المستبعد أن يقوم بخطوات ضد قطر ستجعل السعودية نفسها محاصرة مع إضافة جبهة أخرى إلى جبهاتها الخاسرة.