مع إعلان بغداد سقوط دولة الخلافة التي اعلنها تنظيم "داعش" الإرهابي من مدينة الموصل في العام 2014، اتجهت الأنظار اليوم إلى ما سيكون عليه مستقبل العراق في مرحلة ما بعد "داعش".
تقرير رامي الخليل
أمتار قليلة تفصل العراق عن مستقبلٍ لا وجود فيه لتنظيم "داعش" الإرهابي، وفيما يرتقب العراقيون تنفس الصُعداء للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات تاريخ إعلان "داعش" دولته على الأرض العراقية، بدأت التساؤلات عن السيناريوهات التي تنتظر بغداد.. سياسياً وعسكرياً.
مراقبون توقعوا أن يواجه العراقيون تحديات عديدة في المرحلة المقبلة، ولعل أقربها يتمثل بالمسألة الكردية، خاصة مع تحديد رئاسة إقليم كردستان يوم الخامس والعشرين من سبتمبر المقبل موعدا للاستفتاء على استقلال الإقليم عن العراق، وعلى الرغم من الرفض الاقليمي والدولي لخطوة الانفصال، إلا أن الأنظار تتجه إلى ما ستكون عليه طريقة تعاطي بغداد مع هكذا خطوة في ما لو حصلت.
العلاقة مع الولايات المتحدة تشكل أيضاً تحدٍ أساسيٍ أمام بغداد، ويرى الخبراء أن توتر العلاقة ىين الطرفين من شأنه ان يُبقي العراق في حالٍ من عدم الإستقرار، وحيث أن هزيمة "داعش" من شأنها أن تمس بنفوذ واشنطن لدى بغداد، فإن الإدارة الأميركية لن تتأخر في التلويح بالورقة الاقتصاديّة التي تصل إلى حد فرض العقوبات، وذلك في ما لو حاول العراقيون السير بعكس ما ترتضيه المصلحة الأميركية في المنطقة، ورفضوا بالتالي إعادة العمل بموجب "اتفاقية الإطار الاستراتيجي" التي أُبرمت بين الطرفين في العام 2008، والتي تضمن للأميركيين الإبقاء على قواعد عسكرية لهم على الأرض العراقية، فضلاً عن تمتع جنودهم بحصانة قانونية تكون مُعتمدة من قبل البرلمان العراقي.
طردُ "داعش" من شمال العراق من شأنه أيضاً أن يترك فراغا في السلطة في الموصل، خاصة وأن القتال أوجد مجموعات مسلحة كل منها ينشد أهدافاً مختلفة عن الأخرى، فمن القوات الكردية التابعة لإقليم كردستان مروراً بالقوات التي تشكلت من أبناء العشائر المحلية، وصولاً إلى قوات الحشد الشعبي العاملة تحت إمرة ومراقبة الحكومة العراقية، وقد شكِّل الحشد رصيداً وطنياً ضخماً على بغداد أن تُحسن استغلاله لحماية العراق من أي تهديد.