تتذرع الدول بالإرهاب كحجة لمحاربة خصومها الماليين والاقتصاديين كما يحصل بين الولايات المتحدة والسعودية من جهة وإيران وقطر من جهة ثانية. حرب الغاز الطبيعي عماد الخصومات السياسية الحالية وتشرح كثيرا المشهد السياسي العالمي اليوم.
تقرير هبة العبدالله
تحارب السعودية وغيرها من الدول الخليجية قطر وعلى المقلب الآخر يواجه الكونغرس الأميركي روسيا وإيران .. خط واحد يجمع الحالتين لا علاقة له بمكافحة الإرهاب ولكنه يتعلق فقط بهوية من سيتحكم في أكبر احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم، وكذلك من سيهيمن على السوق العالمية لهذا الغاز.
تبدو سياسة ترامب واضحة خلافا لما يعتقد كثيرون. فالرئيس الأميركي يسعى للسيطرة على السوق الناشئ للغاز الطبيعي الذي أصبح متداولا عالميا مثل النفط. وفي هذا الصدد استهدفت واشنطن ليس فقط روسيا، أكبر دولة تملك احتياطيات من الغاز الطبيعي في العالم، ولكنها تستهدف الآن إيران وقطر عن طريق فرض الحصار الخليجي كأداة ضغط عليها.
في الربيع الماضي، بدأت قطر محادثات مع طهران حول إيجاد حل وسط لاستغلال حقل الغاز الذي يتشارك فيه البلدان. وأفادت تقارير أن الدوحة وطهران قد توصلتا إلى اتفاق بشأن البناء المشترك لخط أنابيب يمر من إيران إلى البحر المتوسط أو تركيا ويحمل الغاز القطري إلى أوروبا، مقابل تنازلات تقدمها الدوحة في سوريا.
برأي موقع "نيو جورنال" الإخباري، فإن كارثة كهذه بالنسبة للحلف الأميركي الإسرائيلي السعودي استدعت رد فعل سريع من الدول الثلاث ضد إيران وقطر. ويضيف أن واشنطن صعدت ضد إيران ولمّعت صورة ودور الوهابية السعودية الذي أفادت التقارير أنها وجهت أكثر من 100 مليار دولار في السنوات الأخيرة لبناء شبكات من الإرهابيين الجهاديين المتعصبين من كابول إلى الصين ومن البوسنة والهرسك إلى كوسوفو وسوريا وحتى في إيران وروسيا في ما تولى السعوديون مسألة قطر.
هذا وتبيع قطر الغاز مقوما بالعملة الصينية بدلا من الدولار الأمريكي ما يمثل تحولا كبيرا في قوة الدولار الأمريكي، وهو الأساس المالي لقدرت واشنطن على شن الحروب في كل مكان.
أما إيران فترفض الدولار مقابلا ماليا لنفطها وهي تبيع الغاز إلى الصين بالروبل أو اليوان. ولعل هذا التحول إلى حد كبير لصالح الصفقات الثنائية الدولية سيكون بداية لأفول عصر الولايات المتحدة كقوة عظمى وحيدة والذي امتد من التسعينيات إلى اليوم بحسب تقرير "نيوجورنال".