تساؤلاتٌ عديدة طرحت، حول إصرار السعودية المفاجىء على فرض سيادتها على جزيرتي تيران وصنافير، إلا أن المطامع "الإسرائيلية" بالجزيرتين توضح أهميتهما في ما يخص المخطط السعودية – الإسرائيلي المشترك في المنطقة…
تقرير عباس الزين
مع دخولِ اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية حيز التنفيذ، وذلك بعد مصادقة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عليها، يدخل الكيان الإسرائيلي على الخط، في خطوةٍ توضح الاهداف الحقيقة للسعودية من الإتفاقية، والمتمثلة بتسليم الجزيرتين إلى كيان الإحتلال.
الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وبحسب مصادر صحفية، سيضع خلال الأيام المقبلة حجر الأساس لبناء "جسر الملك سلمان"، بذريعة ربط السعودية بمصر عبر جزيرتي تيران وصنافير خلال أيام، وسط أنباء عن حضور الرئيس السيسي، ضمن احتفالٍ سيتم خلاله تسليم الجزيرتين للسعودية بشكلٍ رسمي.
بتسليم الجزيرتين سيكون للسعودية حدوداً مع فلسطين المحتلة، ما سيفتح المجال أمام تفاهماتٍ ومفاوضاتٍ بين الجانبين، تكون مقدمة لتطبيعٍ علني بينهما، كما سيضمن للاحتلال، الملاحة في خليج العقبة بعد أن يصبح ممراً بحرياً دولياً، غير خاضعٍ للسيادة المصرية.
في ظلِّ التقارب الحاصل بين السعودية و"إسرائيل" سياسياً وعسكرياً، فإن تواجد "الجيش الإسرائيلي" في الجزيرتين خلال مرحلة ما بعد التطبيع أمر غير مستبعد، بما أن الرياض غير ملزمة باتفاقية كامب دايفيد الموقعة بين الجانبين المصري والإسرائيلي.
التفاهم السعودي – الإسرائيلي، كشفت ملابساته صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، التي زعمت ملكية "إسرائيل" للجزيرتين، في ما يبدو أنه استباق لقيام السعودي بتسليم الجزيرتين لـ"اسرائيل" بحجة القوانين الدولية.
الصحيفة أشارت إلى أن نقل تبعية الجزيرتين للسعودية بمقتضى اتفاقية ترسيم الحدود البحرية يجعل لـ"إسرائيل" الحق في مقاضاة السعودية دولياً للحصول على حقوقها في الجزيرتين، معتبرةً أن مصر سيطرت عليهما بحكم ممارستها للسيادة على الجزيرتين قبل "إسرائيل"، وهو ما منع الأخيرة من مقاضاة مصر دولياً للحصول عليهما.
المرشح السابق للرئاسة في مصر، حمدين صباحي، كان قد دعا قبل أشهر لرفض الاتفاقية قائلاً إن الجزيرتين "ستنتقلان إلى إسرائيل عبر وسيط سعودي" على حد تعبيره، واصفاً ما يحدث بـ "الجريمة".
مراقبون اعتبروا، أن تل أبيب ومن دون إطلاقها لرصاصة واحدة في معركة تيران وصنافير حققت انتصارات سياسية وعسكرية واقتصادية لم تكن تتوقع الحصول عليها، ولم تكن تستطيع أن تحلم بالوصول إليها حتى لو شنت حرباً من أجل الجزيرتين، لا سيما وأن حرب 1967 اندلعت بسبب إغلاق الرئيس جمال عبدالناصر مضيق تيران أمام الملاحة "الإسرائيلية".