في وقت تعيش فيه السعودية أزمة مالية من جراء تراجع أسعار النفط، تُطرح تساؤلات حول إن كانت سياسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ستؤدي إلى الإصلاحات الاقتصادية لانفتاح البلاد على العالم، وانتشال البلاد من هذه الأزمة، خاصة بعد أن عقدت المملكة العزم على اتباع سياسة التقشف، أم أنها ستؤدي لإطلاق الغضب الشعبي.
تقرير: شيرين شكر
بات عهد الرخاء بفضل الثروة النفطية مع تدابير التقشف التي أعلنتها الحكومة السعودية، من الماضي. لكن هذا لا يعني أنه يمكن للإصلاحات الاقتصادية أن تؤدي إلى انفتاح المملكة على العالم.
هذا ما تحدثت عنه صحيفة “بيلد ” الألمانية التي تناولت تعيين سلمان بن عبد العزيز ابنه محمد بن سلمان الملقب بـ”إم بي سي” ولياً للعهد وهو الذي يرغب في ضغط النفقات، وذلك نظراً إلى أن السعودية عانت خلال عام 2016 من عجز تجاري قُدر بحوالي 100 مليار دولار.
ولفتت الصحيفة النظر إلى أن الدول الخليجية، التي لم تكن تعتمد في السابق على الضرائب لتمويل ميزانيتها، اضطرت إلى تغيير سياستها الاجتماعية، حيث لم تعد هذه الدول قادرة على تلبية حاجات شعوبها الاجتماعية. ومن هذا المنطلق، أعلنت المملكة عن انطلاق برنامج إصلاح ضريبي بقصد تدارك تراجع العائدات النفطية.
يعيش السعوديون في رخاء حتى اليوم، بحسب الصحيفة، حيث “تتكفل الدولة بدعم أسعار الطاقة والوقود والسكن بسخاء”. في المقابل، “يعمل ثلثا السعوديين في قطاع الوظيفة العمومية، علماً أن الموظف العمومي السعودي يتلقى قرابة 6300 يورو شهرياً”، وفِي الوقت ذاته، “يبدو جلياً أن هناك 700 أمير سعودي يملكون ميزانية تتيح لهم العيش في ظروف مريحة للغاية”.
يخشى الحكام السعوديون من ثورة الشعب السعودي الذي يعيش في رخاء حتى اليوم، وترى الصحيفة أنه “نتيجة للظروف المعيشية المريحة، لا يطالب المواطنون السعوديون بالمشاركة في الحياة السياسية. وفي حال مطالبة الشباب السعودي بحقه في المشاركة في الحياة السياسية، فإن ذلك سيهدِّد عرش العائلة المالكة التي تعيش في بذخ”.
في المقابل، تعرج “بيلد” على منع السعودية عملية إنشاء النقابات والأحزاب واضطهاد منظمات المجتمع المدني التي تعارض العائلة المالكة منذ عقود، وتضيف أن السعودية “عُرفت بتطبيق أحكام الإعدام الجائرة، حيث يتم قطع رقاب المجرمين أو شنقهم أمام الملأ، كما يقبع آلاف المساجين السياسيين في السجون”.
وتختم الصحيفة بالقول إنه “في الوقت الراهن، أصبحت المعجزة الاقتصادية السعودية في طي التاريخ، ما جعل الجيل الجديد يعيش في حالة من الشك”.