يتعرض العراق لضغوط سعودية إماراتية وابتزاز، من أجل دفعه إلى اتخاذ موقف سلبي من قطر، وزجه في الأزمة الخليجية.
تقرير محمود البدري
لا تألوا كل من السعودية والإمارات جهداً في التجييش ضد قطر، ولا تترك فرصة إلا وتحاول استغلالها.
ومع انتهاء معركة الموصل وتحرير المدينة من تنظيم “داعش” الإرهابي، عمدت الرياض، ومعها أبو ظبي، إلى ابتزاز العراق الذي اتخذ موقفاً حيادياً منذ بدء الأزمة الخليجية، عبر المقايضة التالية: إعادة إعمار الموصل، مقابل معاداة قطر والوقوف إلى جانبها بعد فشلهما حتى اليوم في إخضاع الأخيرة.
وكشف مسؤولون حكوميون بارزون وأعضاء في البرلمان العراقي أن حراكاً سعودياً إماراتياً جرى لدفع بغداد إلى اتخاذ موقف سلبي من الدوحة، رافقته إغراءات عدة، لكن هذه المحاولات قوبلت بالرفض الرسمي من قبل رئيس الوزراء حيدر العبادي.
وأوضح وزير عراقي في حديث مع صحيفة “العربي الجديد” أن اتصالات جرت على مستوى وزراء السعودية والإمارات مع المسؤولين العراقيين، ركزت على طرح تهم جديدة ضد قطر تتعلق بالعراق، على أن تصدر بغداد بياناً رسمياً يدين الدوحة ويعلن عن موقف سلبي منها، لافتاً الانتباه إلى أن العبادي اتخذ قراراً مسبقاً ولا يزال متمسكاً به، وهو الوقوف على الحياد وعدم الاصطفاف، وأنه يرفض أن يكون في دور التابع في الأزمة على غرار دول أخرى.
ولإظهار جديتها، أطلقت السعودية سراح سجين عراقي قريب لعضو “حزب الدعوة” علي الأديب، محكوم بتهمة “رفع شعارات طائفية” في موسم الحج في عام 2016. إلا أن الرد جاء من مستشار رئيس الوزراء العراقي، مدير مركز التفكير السياسي في بغداد، إحسان الشمري، الذي شدد على أن بلاده “لا تسعى إلى معاداة أحد، بل تقف على الحياد وتسعى إلأى تنمية العلاقات مع السعودية ومع قطر بما يخدم مصالحها”.
وكأن بالسعودية تقتل القتيل وتمشي بجنازته، لا بل وتواسي أهله. فبعد أن مولت وسلحت “داعش” في العراق، ها هي تعرض مساعدتها في الإعمار بعد هزيمة التنظيم الإرهابي، لكن بشروط، رُفضت جملة وتفصيلاً.