بعد فشل الجهود الأميركية والبريطانية في تقريب وجهات النظر بين قطر ودول الحصار تولت فرنسا دفة الوساطة لحلحلة الأزمة الخليجية..
تقرير هبة العبدالله
خلافاً لما أرادت، لم تنجح الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة في مساعيهما الديبلوماسية والسياسية لوضع حد للأزمة الخليجية، فختمت كل من واشنطن ولندن دورها بالتأكيد على دعمهما الكامل لجهود الوساطة الخليجية.
خلال الأسبوع الثاني من شهر يوليو، زار وزير الخارجية البريطانية بوريس جونسون الدوحة آتيا من الكويت وقبلها الرياض في إطار جولة خليجية التقى فيها كبار المسؤولين للبحث في سبل الحل الممكنة.
خالي الوفاض تنقّل جونسون بين العواصم الثلاث وهو الذي يحمل وساطة خالية من أي محتوى في ظل غياب رؤية للحل كما رؤية للأزمة بالنسبة لبريطانيا المتورطة في الانتهاكات الحقوقية لدول الحصار والمعانية في آن من الإرهاب الذي تدعمه الأخيرة.
لم تكن المناقشات أكثر إيجابية بالنسبة لوزير الخارجية الأميركية ريكس تيليرسون. قبل يومين غادر المسؤول الأميركي منطقة الخليج من دون أن يصرح بإحراز أي تقدم لإنهاء الأزمة.
إلا أن تيليرسون لذي سجل مرات عدة مواقف مناقضة لما قاله الرئيس الأميركي عن قطر لم يفوت توقيع مذكرة تفاهم مع نظيره القطري بشأن وقف تمويل الإرهاب ومحاربته وهو ما عرضه لسيل نم الاتهامات بالتحيز للدوحة.
وبينما تصر دول الحصار على تنفيذ جميع الشروط المضمنة في لائحة مطالبها المؤلفة من 13 بنداً، يبدو موقفها معرقلا لأي وساطة ممكنة وهو ما أفشل مهمتي الوزيرين البريطاني والأميركي.
على طريق مماثل ربما يسير وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان الذي بدأ السبت جولته الخليجية من قطر على أن يتوجه بعدها إلى السعودية والكويت والإمارات ليقود جهود وساطة لحل أزمة ترى باريس أنها مقلقة ويجب إنهاؤها.
لكن التجربة الأميركية والبريطانية تمهد لفشل الجهود الفرنسية الحديثة على الأزمة خاصة وأن المطالب تتوقف عند تغيير جذري في السياسة القطرية وهي مطالب تتمسك الدوحة برفضها ولا تظهر أي استعداد للتعامل معها.