الولايات المتحدة/ نبأ – حذر مدير “برنامج الخليج وسياسة الطاقة” في “معهد واشنطن” سايمون هندرسون مما وصفها بـ”المعارضة المكتومة” التي قد لا تجعل طريق محمد بن سلمان إلى العرش في السعودية ممهداً بصورة كاملة، والتي يمكن وصفها بـ”العقبات المكتومة”، على حد قوله.
وقال هندرسون، في مقال نشره المعهد على موقعه الإلكتروني، إن الأمير السعودي الشاب (31 عاماً) “بات يصعد إلى سدة السلطة متوجهاً نحو العرش بسرعة صاروخية”، مشيراً إلى أن الطريقة التي تم الكشف بها عن كيفية إجبار ولي العهد السابق محمد بن نايف على التنازل عن ولاية العهد، “يبدو أنها سربت عمداً من قبل مؤيدي ابن نايف، وتشير التكهنات إلى مدى قوة المعارضة لمحمد بن سلمان داخل العائلة المالكة”.
وكشف أيضاً هندرسون أن هناك شريط فيديو جديداً تم تسريبه للأمير أحمد، الأخ الشقيق والأصغر للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وهو موجود في غرفة استقبال لا يوجد فيها سوى صورتين معروضتين في الخلفية، للملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، والملك سلمان، وهو ما يعد خللاً بروتوكولياً كبيراً، حيث اعتاد الجميع على وجود صورة ولي العهد بجوار صورة الملك السعودي، ولكن صورة الأمير محمد بن سلمان لم تمكن موجودة في الخلفية، وهو ما يعد رسالة “معارضة” مبطنة لتوليه ولاية العهد”.
ووفقاً لهندرسون، ظهر في الشريط أيضا قائد الحرس الوطني الأمير متعب بن عبد الله، وعدداً من الأمراء، الذين كانوا مجتمعين في الغرفة، من دون معرفة سبب الاجتماع. وتابع هندرسون قائلاً: “كما أنه تم الكشف أيضا عن أسماء الأمراء الثلاثة في هيئة البيعة المكونة من 34 عضواً، الذين رفضوا مبايعة ابن سلمان، وهم: الأمير أحمد بن عبد العزيز، وزير الداخلية السابق، والأمير عبد العزيز بن عبد الله، ممثل أسرة الملك السعودي الراحل عبد الله، ومحمد بن سعد نائب أمير الرياض، وهو ما يوضح كيف أنه ممثلين لتيارات هامة في العائلة المالكة، وقد يشكلون قوة ضغط وعقبة كبيرة أمام بن سلمان للصعود إلى العرش”.
واستند هندرسون إلى تأكيد صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية بأن سلمان سجل بالفعل شريط فيديو في الأسابيع الأخيرة لنقل الحكم إلى ابنه، ولكن مسؤولون سعوديون نفوا تلك التقارير وأكدوا أن “صحة الملك ممتازة”، حسب ما ذكرت وكالة “سبوتنيك” للأنباء.
وأضاف هندرسون: “كان على ابن سلمان أن يجتاز 3 خطوات هامة، حتى يصل إلى مبتغاه، ولكنه حالياً يمكن أن يدمجها في واحدة، خاصة وأنه لم يتبق له إلا خطوتين فقط”. والخطوات الثلاث، بحسب هندرسون هي على النحو التالي: الأولى، تعيين العاهل السعودي نجله الأمير محمد بن سلمان، رئيساً للوزراء، بدلاً من منصبه الحالي، نائب رئيس الوزراء، وهو ما سيمكنه من تولي مسؤولية جهاز أمن الدولة السعودي الجديد، الذي يتولى المهام الأمنية الرئيسة كافة، بعد سحبها من وزارة الداخلية”.
والخطوة الثانية هي “إقالة الأمير متعب بن عبد الله، قائد الحرس الوطني، واستيعاب الحرس الوطني في الجيش السعودي، الذي يخضع لقيادة ولي العهد، بصفته وزيرا للدفاع”، أما الخطوة الثالثة فهي “تنازل الملك سلمان عن العرش لنجله الأمير محمد بن سلمان لأسباب طبية، وهو ما يسمح به قانون هيئة البيعة السعودية”.
وقال هندرسون: “ما يعزز تلك الخطوة الثالثة، هو أن الملك سلمان (81 عاماً) يبدو في أغلب الأحيان مرتبكاً ويتمتع بفترة انتباه قصيرة، وهو ما يجعله يكرر القصص نفسها للزوار، ويحتاج شاشة حاسوب، لحثه على النقاط التي سيتناولها في حواراته مع زائريه”، مضيفا “عندما زار الملك سلمان واشنطن آخر مرة، جلب الوفد المرافق له أثاثه الخاص، لكي يجعل جناحه الفندقي يبدو مألوفاً”.