شنت قوات النظام السعودي هجوماً شاملاً على بلدة العوامية المحاصرة، في مؤشر جديد على أن الرياض ماضية في تصعيدها العدواني ضد أهالي البلدة العزَّل.
تقرير رامي الخليل
هذه ليست أزقة بيروت في عام 1975، ولا هي شوارع حلب في سوريا. إنها بلدة العوامية التي تتعرض لاجتياح شامل من قبل قوات النظام السعودي، وقد بدأت دك منازل المواطنين بقصف صاروخي ثقيل رافقه إطلاق نار كثيف بأسلحة المدرعات الرشاشة.
أسفرت اعتداءات القوات المهاجمة عن استشهاد الرادود الحسيني محسن اللاجامي أمام منزله، وذلك بعدما أمطرت القوات سيارته بوابل كبير من الرصاص، كما وُجدت جثة متفحمة مجهولة داخل سيارة عائلية بجوار مدرسة قرطبة الابتدائية في جميمة العوامية، فيما عُثر أيضاً على جثتين لشهيدين من العمال الآسيويين بجانب مقبرة البلدة.
واستقدم النظام السعودي في اليوم الـ78 من عمر العدوان على بلدة العوامية المحاصرة، تعزيزات عسكرية كبيرة تتقدمها قوات الأمن الخاصة، وقد تم رصد عربات تحمل قاذفات “بي 11″، وهو سلاح صاروخي مباشر يستخدم في تدمير التحصينات واستهداف الآليات العسكرية، وما استخدامه في احياء العوامية إلا مؤشراً على مستوى إرهاب الدولة الذي تمارسه الرياض بحق المواطنين.
قوات الاجتياح التي نشرت اسلحتها الصاروخية في أنحاء متفرقة في العوامية، اقتحمت عشرات الشقق السكنية في البلدة، حيث تم اعتقال عدد من المواطنين، فيما تسببت غزارة الرصاص باشتعال النيران في العديد من المنازل، ما أدى إلى محاصرة السكان في داخلها وبينهم عدد من الأطفال والنساء، وقد عمدت القوات المهاجمة إلى اغلاق معظم منافذ البلدة كطريق البُحاري أو شارع الهدلة بالحواجز الخراسانية.
لم اعتداءات قوات النظام السعودي تتوقف عند هذا الحد، وفي انتهاك سافر للدين والأخلاق، أجبرت القوات المهاجمة مجموعة من العمَّال الأجانب على التعري تماماً في الشارع، ومن ثم تم نشر صورهم على وسائل التواصل الاجتماعي، في مشهد أعاد إلى الأذهان فضيحة ارتكابات القوات الأميركية في سجن ابو غريب، إبان احتلالها للعراق.