وضعَ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خططَهُ الاقتصاديةَ ومشروعَهُ السياحيَّ في البحرِ الأحمر، في محاولةٍ للسيرِ الى جانبِ حليفتِه الإمارات، تجسيداً للعلاقاتِ التي تجمعه مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد وتنعكسُ على جميعِ المفاصلِ السياسية.
تقرير: بتول عبدون
محمد بن سلمان ومحمد بن زايد يرسمان السياسة السعودية الإماراتية، هذا ما خلصت إليه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
وفي تقرير طويل، اعتبرت الصحيفة إن رحلة التخييم في الصحراء التي جمعت قبل نحو عامٍ ونصف، المحمدين كانت نقطة تحول في الصداقة بين الرجلين وانعكست فيما بعد على معظم الملفات.
السعودية اتخذت خطوات للحد من التيار الديني في الداخل وشددت موقفها تجاه الجماعات الإسلامية في الخارج، وهو الأمر الذي تقوم به الإمارات منذ فترة طويلة.
السعودية تسعى لتنويع مصادرها الاقتصادية تماشيا مع ما قامت به الإمارات أيضا.
وتريد السعودية الآن تطوير قطاع السياحة الخاص بها من خلال مشروعها على البحر الأحمر وسيصبح بإمكان الأجانب زيارتها بتأشيرة دخول في بلدٍ لا يصدر حتى الآن تأشيراتٍ سياحية ما سيشكل انفتاحًا غير مسبوق على الزوار الأجانب.
المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية ورئيس مجلس الأعمال الأمريكي الإماراتي داني سيبرايت، أكد أنّ العلاقات بين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد تمثل ديناميكية جديدة تعيد تشكيل المنطقة ليس فقط في الوقت الحاضر، ولكن في المستقبل أيضًا.
وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإن السعودية تتبنى سياسة خارجية أكثر عدوانية، وكان آخرها الجهود غير المسبوقة إلى جانب الإمارات لفرض حصارٍ على قطر.
المستشار السابق لحكومة قطر وخبير شؤون الخليج في كلية كينغز في لندن أندرياس كريغ، أشار الى أن أزمة الحصار خلقها ابن سلمان وابن زايد والسبب يعود لأن قطر والإمارات متضادين فكان على السعودية أن تختار.
هذا التقارب ترجم برؤية بن سلمان 2030 ومشروع السعودية السياحي على البحر الأحمر، في محاولة للسير الى جانب الإمارات اقتصاديا وسياحيا. ولكن ما هي فاتورة هذا التقارب على المملكة داخليا وخارجيا؟، وهل ستقبل الإمارات في ما بعد بأدوار ريادية للسعودية؟، أم ستكون سمة المرحلة المقبلة التبعية، تختم الصحيفة.