مع إنجلاء آثار العدوان السعودي على العوامية، بدأ الاعلام الغربي صحوة متأخرة، مسلطا الضوء على ما خلّفه العدوان من خسائر مادية وبشرية، لم تستثن حتى الأطفال .. ومنهم الطفل سجاد عبد الله الذي اغتالته مدرعات القوات الأمنية.
تقرير: سناء ابراهيم
على مدى ما يقارب المئة يوم، ارتكبت القوات السعودية أبشع وأفظع الجرائم بحق البشر والحجر في استباحتها لبلدة العوامية، موقعة الشهداء والجرحى، صغاراً وكباراً، جرائم ضجّ بها الإعلام الغربي في صحوة ضمير يمكن وصفها بالمتأخرة.
وبعد الإضاءة على ما خلفه العدوان من تدمير مادي، سلط الإعلام العربي الضوء على الطفل الضحية سجاد أبو عبدالله، الذي ارتقى شهيدا متأثراً بإصاباته برصاص القوات السعودية، ما دفع منظمات حقوقية دولية للمطالبة بفتح تحقيق مستقل في جريمة قتله.
لم تمر قضية الشهيد الطفل سجاد مرور الكرام على كل من له ضمير حي في هذا العالم.
صوفي باجوت، منسقة البحوث والسياسة في معهد البحرين للحقوق والديمقراطية، شددت على أن "الوفاة المأساوية لهذا الطفل الصغير تعني أن التحقيق في عمليات إطلاق النار أصبحت الآن أكثر إلحاحا من أي وقت مضى"، وأكدت أن إطلاق الذخيرة الحية على المدنيين في العوامية لم يعد من الممكن تجاهله.
من جهته، دعا مدير "المنظمة السعودية الأوروبية لحقوق الإنسان" علي الدبيسي إلى إجراء "تحقيق عاجل من قبل الأمم المتحدة"، مؤكدا أن “هناك غيابا واضحا للتدقيق الدولي في العمليات العسكرية العنيفة التي لم يسبق لها مثيل التي تجري في العوامية".
"طفل يموت في "ألم مروع" بعد أن أطلق عليه الرصاص من قبل قوات الأمن في السعودية خلال شهر رمضان"، تحت هذا العنوان، عرض موقع "آي بي تايمز" البريطاني، قضية الطفل سجاد، واصفاً ظروف استشهاده بالمروّعة، وروى الموقع نقلاً عن شهود عيان، ليلة إصابة سجاد، حيث أن مكان الحادثة لم يشهد أية اشتباكات “متبادلة”، إلا أن قوات الأمن فتحت النار وأطلقت الذخيرة الحية على السيارة التي كانت تقل سجاد وعائلته.
صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، سلّطت الضوء على قضية سجاد، مشيرة إلى المعاناة التي عاشها ابن الأربع سنوات على مدى شهرين، بعد اختراق الأعيرة النارية لجسده الصغير، وهو داخل سيارة عمه، حين بدأت القوات السعودية رشق أعيرتها النارية بشكل كثيف في البلدة، أثناء مرور سيارتهم، ما أدى الى إصابة الطفل ، فيما أكد عم الشهيد أنه أثناء الحادث لم يكن هناك أي تحذير قبل بدء إطلاق النار، وكانت تتمركز مدرعات عسكرية أطلقت الرصاص الذي اصيب به سجاد، فيما أظهرت صور التقطها عم سجاد أن رصاصة واحدة دخلت السيارة من الباب الخلفي الأيسر، حيث كان الطفل الشهيد يجلس.