في آخر فصول التطبيع مع الاحتلال، تحدثت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية عن التماهي في الأقوال والمواقف بين السعودية والكيان الإسرائيلي حيال ملفات المنطقة، وآخرها الموقف من الأزمة الخليجية وقضية غلق قناة الجزيرة القطرية.
تقرير: مودة اسكندر
كشفت الأزمة الخليجية مؤخرا عن حجم التماهي في الأهداف والمصالح بين السعودية وكيان الاحتلال. فمن العداء لإيران الى الحروب في فلسطين واليمن، وصولا الى الموقف من الأزمة الخليجية، توحدت مواقف الطرفين.
في مقال لمحررها لشؤون الشرق الأوسط، روبرت فيسك، تحدثت صحيفة "الإندبدنت" عن العلاقات السعودية الاسرائيلية المشتركة، وحجم التنسيق وتبادل الأدوار.
يقول فيسك، عندما يمرض السعوديون الأثرياء، فإنهم يطيرون الى تل أبيب على طائراتهم الخاصة لتلقي العلاج في أرقى المستشفيات الإسرائيلية. وعندما تقلع المقاتلات السعودية والإسرائيلية إلى الهواء، فإنها ستقصف اليمن أو سوريا. وعندما يشير ولي العهد محمد بن سلمان بإصبعه على أن إيران هي أكبر تهديد لأمن الخليج، فإن نتنياهو سيفعل نفس الشيء، حيال "الأمن الإسرائيلي".
ويتناول فيسك مطلب إغلاق مكتب "الجزيرة" في القدس، معتبرا إنه يتزامن مع مطلب ابن سلمان إغلاق مكتبها في قطر. واصفا تقارير القناة ضد الاحتلال بالمثيرة للشفقة، وهي التي ظهرت مذيعتها القطرية تتودد عندما أعربت عن تعازي قناتها في وفاة أرييل شارون، المسؤول عن مذبحة صبرا وشاتيلا.
ويتابع فيسك "إذا كان هناك تحالف غير مكتوب بين السعودية وإسرائيل، فإن جميع الخيارات على الطاولة". "فالسجن دون محاكمة والإعدام خارج نطاق القانون وانتهاكات حقوق الإنسان والفساد والحكم العسكري، كلها خصائص عربية إسرائيلية".
وحول الجماعات الإرهابية يتسائل فيسك عن سبب الدعم الخليجي لهؤلاء بالمقاتلين والمال، وعن ما يتلقاه عناصر التنظيمات المسلحة من علاج داخل مشافي كيان الاحتلال.
ويرى الكاتب البريطاني ان الرئيس الأمريكي ونظامه أيضا جزء من الكونفيدرالية السعودية الإسرائيلية. فترامب أبرم صفقات أسلحة بـ350 مليار دولار للسعوديين، وموقفه من إيران وكراهيته للصحافة يجعله جزءاً حميما من التحالف.
وينضم الى هذا التحالف، بحسب فيسك، بريطانيا التي قررت رئيسة حكومتها تيريزا ماي إخفاء تقرير عن تمويل "الإرهاب"، خشية أن يزعج السعوديين، وهو ما فعله رئيس الوزراء الأسبق توني بلير بتحقيق أجرته الشرطة البريطانية بشأن "رشوة سعودية قبل عشر سنوات".