مع رفضِ الأمم المتحدة تدويل إدارة مطار صنعاء، يصل المبعوث الاممي ولد الشيخ إلى طهران لبحث الأزمة اليمنية، والرياض بذريعة الأزمة الإنسانية تمرر خسائرها بتمويهٍ دولي.
تقرير عباس الزين
بعد سلطنة عُمان، وصل مبعوث الأمم المتحدة، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى العاصمة الإيرانية طهران وذلك لبحث الوضع في اليمن على وقع التطورات الأخيرة حول إعادة فتح مطار صنعاء الدولي.
وأكد وزير الخارجية الإيرانية، محمد جواد ظريف، خلال لقائه ولد الشيخ، على ضرورة “إنهاء الفاجعة الإنسانية والوصول إلى حلول سياسية في اليمن”. بدوره، قال مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية، حسين جابري أنصاري، الذي التقى ولد الشيخ أيضاً، إن “نجاح الأمم المتحدة بحل الأزمة في اليمن رهن برعاية الحياد وفقاً لمسؤولياتها الذاتية”، داعياً إلى “تمهيد الأرضية اللازمة لإنجاح الجهود الدولية لحل الأزمة”.
وجاءت لقاءات ولد الشيخ في طهران بالتزامن مع الدعوة التي وجهتها الرياض إلى الأمم المتحدة لإدارة مطار صنعاء، لاقت تلك الدعوة رفضاً من الأخيرة سبقه تأكيدٌ من الحكومة اليمنية، بأن مسألة إدارة مطار صنعاء، وغيره من المطارات والمنافذ والموانئ في الجمهورية اليمنية، حق سيادي لا يمكن التخلي أو التنازل عنه.
على الرغم من صعوبة تحقيق مقترح قوى العدوان، بتدويل مطار صنعاء، في ظلِّ رفض الحكومة اليمنية ، فإن توقيت طرحه من قبل السعودية والقبول الإماراتي الفوري له، يؤكد من جهةٍ على عدم قدرة السعودية على إنكارِ تسبب حصارها الجوي والبحري، بالكارثة الإنسانية التي تتفاقم في اليمن، ومن جهةٍ أخرى، فإن الفشل العسكري والتورط السعودي في اليمن، دفع الرياض إلى البحث عن مخرجٍ لخسائرها تحت مظلة الأمم المتحدة. هذا بالإضافة إلى الخلافات السعودية الإماراتية في الملف اليمني، والتي دفعت الرياض للبحث عن حلٍّ سريعٍ يوقف الطموحات الإماراتية جنوباً، لا سيما مع ما أشيع عن ضغوطٍ مارستها ابوأظبي على رئيس حكومة الرياض، أحمد عبيد بن دغر، دفعته إلى مغادرة مدينة عدن الجنوبية متوجهاً إلى السعودية.
وبالتزامن مع ذلك، تحرَّك حلفاء السعودية في عدوانها معبرين عن تأييدهم للمطالبات الرامية الى إعادة فتح المطار، بذريعة المآسي الإنسانية المترتبة على إغلاقه. وأشار السفير البريطاني لدى اليمن، سيمون شيركليف، الذي تعتبر بلاده المقرر بالملف اليمني في مجلس الأمن، إلى أهمية ذلك للرحلات الإنسانية والتجارية، معتبراً أن هناك “حاجة ملحة للاستجابة لأزمة اليمن.
أمام تلك التطورات، فإنه مما لا شكّ فيه أن التصريحات الداعية إلى حل الأزمة الإنسانية اليمنية والتي ظهرت بشكلٍ مفاجىء في خطابات الرياض وحلفائها، بعد سنتين ونصف من العدوان، ليست وليدة صحوة ضميرٍ إنساني، إنما هي قواعدُ اشتباكٍ، فرضها الجيش اليمني و”اللجان الشعبية”، وضعت الرياض وحلفائها في دائرةٍ ضيقة من الخيارات الإنسانية المزيفة إحداها.