نشر موقع “جيوبوليتيكا” الإكتروني الروسي تحليلاً رصد فيه المصاعب التي واجهت السعودية خلال السنوات الماضية، معتبرا أن الأزمة الخليجية الأخيرة ما هي إلا وليدة فشل القيادة الجديدة في المملكة بدخول تيار السياسة العالمية.
تقرير مودة اسكندر
سيكون صعباً على ولي العد السعودي محمد بن سلمان إخراج المملكة من الأزمات التي صنعها بنفسه، أولا بسبب تصريحاته ضد إيران، وثانياً كونه هو من أطلق الشرارة الأولى للأزمة مع قطر. هذا ما أكده الخبير السياسي الروسي فيكتور ميخين، في تحليل نشره موقع “جيوبوليتيكا” الإلكتروني، راصداً أبرز الصعوبات التي تواجه السعودية خلال السنوات الأخيرة.
فعلى الساحة الاقليمية، تُعتبر حربي اليمن وسوريا مثالاً عن مجالات فشل السياسة الخارجية، وتمثلان أبرز المصاعب التي تواجه المملكة. وفي سوريا، انهارت السياسة السعودية بعد تراجع فرصها بتحقيق مطلب رحيل الرئيس بشار الأسد، وفشل الأموال التي دفعتها للمقاتلين في تحقيق أي فائدة لها، يقول “جيوبوليتيكا”.
وفي اليمن، وبرغم أحدث الأسلحة التي تمدها الولايات المتحدة للمملكة، فشلت السياسة السعودية في حربها، إذ كانت الرياض تأمل أن تحارب القاهرة وعمان وإسلام أباد في اليمن، لكنها اكتشفت أنه لا أحد يريد أن يحارب من أجل مصالح الآخرين، بحسب الموقع الروسي.
وحول تداعيات المقاطعة مع قطر، يشير خبراء إلى أن العامل السلبي الأسوأ بالنسبة إلى الاقتصاد السعودي هو الأزمة بين المملكة وقطر، التي أدت إلى انهيار ثقة المستثمرين في البلدين، ما جعل الرياض تبحث حاليا بشكل يائس عن أي استثمارات أجنبية.
أما على الصعيد الداخلي، فيرى “جيوبوليتيكا” أن الوضع بات صعباً جداً، خاصة مع عدم تمكن المملكة من التخلي عن الاعتماد النفطي، وتأثرها بانهيار أسعاره في الأسواق العالمية.
وبالنسبة إلى الأوضاع وسط العائلة المالكة السعودية، يرى الموقع أن المشاكل التي تواجه ابن سلمان جاءت بسبب تعيينه بشكل مناقض للتقاليد. ويقول الكاتب: “إن ولي العهد لا يمتلك خبرة سياسية عالمية، فهو لم يحصل على تعليم مناسب، واحتل مناصب عليا بفضل والده فقط”.